التاريخ: ١١/١٠/٢٠٢٢
وجهة نظر:
لا أدعي أبدا بأني لدي خبرة سياسية أو قدرة علي التحليل السياسي للأوضاع الدائرة
و الاحداث المحمومة التي تدار في الحرب الروسية الاوكرانية و لكن كمتابع لما يجري من تطورات سريعة و متلاحقة لهذه الحرب منذ فبراير 2022 و مدي تأثر شعوب العالم خاصة شعوب الدول الأوربية القريبة مباشرة من الحرب و حتي الدول التي لا ناقة لها و لا جمل كا الشعوب الأفريقية و بعض الدول العربية أجد نفسي في حيرة و تساؤل و لعل تلك الشعوب ربما تسأل نفسها نفس السؤال ما علاقتنا نحن كشعوب بالحرب التي تدور حاليا في أوكرانيا و ماذا فعلت لنا هذه الأخيرة لكي تقف حكومات تلك الدول لهذه الدرجة و تتعاطف معها و تدعمها سياسيا و عسكريا و إقتصاديا و تحديدا الدعم المالي الذي يصل بالمليارات و كأن خزائن علي بابا أو كنوز قارون فتحت خزائنها علي مصراعيها لكي تمنحها هذه المليارات بل اعتقد أن ماكينات طباعة الدولارات في البنك الفيدرالي الأمريكي منهكة من كثرة طباعة المليارات الدولارية لكي تغطي تلك النفقات مابالنا الأزمات الاقتصادية الناجمة عن تلك الحرب و الآثار التضخمية و الركود الاقتصادي و ارتفاع الأسعار للسلع و منها ارتفاع سعر البترول و الغاز و بالتالي ارتفاع اعباء المعيشة و ظهر اثر ذلك بوضوح في الدول المتقدمة إقتصاديا فالشعوب الأوربية بدأت تعاني و أرهقت بالفعل من الوقوف بالساعات بسياراتهم في طوابير طويلة للتزود بالوقود الذى ارتفعت ثلاثة أضعاف الي جانب انقطاع التيار الكهربائي عدة ساعات يوميا و اختفاء الخشب المخصص للتدفئة في الشتاء من الأسواق .
هذا و أن تلك الشعوب و تحديداً الأوروبية قد بدأت تنقلب علي حكوماتها في شكل مظاهرات و احتجاجات أصبحت
تشكل ضغوط و لا احد يستطيع أن يتوقع ردود أفعالها في المستقبل القريب لينقلب السحر علي الساحر .
و لعل ما نشاهده في وسائل الإعلام العالمية ووكالات الأنباء تؤكد غضب الشعوب الغربية لما يحدث من تطورات ميدانيا في تلك الحرب
ربما تكون الإجابة علي هذا السؤال هو أن مساندة حلف الناتو و أوروبا لأوكرانيا ليس حبا في جمالها أو تأييدا للرئيس الاوكراني الممثل الجوكر و إنما هو تحقيق الأطماع و الطموحات الجيوسياسية للولايات المتحدة الأمريكية و حلفائها ضد روسيا.
انتبهوا ايها السادة
فإن الحرب لن تستمر دائرة إلي مالانهاية فقد حققت روسيا أقصي ما تتمناه و هو وضع يديها علي أربع مقاطعات لوجانيسك و دونيتسك وزابوراجيا وخيروسون و ضمتهم الي أراضيها بعد إجراء الاستفتاء عليها .
أبها السادة
لقد انقلب السحر علي الساحر
فطالما الحكومات الأوروبية و حليفتها الولايات المتحدة الأمريكية تنتظر سقوط روسيا في حربها ضد اوكرانيا أو علي الأقل اعتراف
التاريخ: ١٢/١٠/٢٠٢٢
أعتراف روسيا بالهزيمة و انسحابها من الأراضي التي احتلتها و هذا لن يحدث فإذا بالمظاهرات خرجت تطالب بوتين بقذف امريكا بالصواريخ النووية و خلال 48 ساعة فقط اندلعت المظاهرات الحاشدة في باريس تطالب بالخروج من الاتحاد الأوروبي و الناتو و تطالب ماكرون بالاستقالة وسط أشد أزمة في البنزين التي تسببت بطوابير بالكيلومترات و غلاء غير معقول في أسعار الكهرباء تجاوز عشرة أضعاف أما في إيطاليا بعد فوز حزب اليمين المتطرف الموالي لروسيا خرجت المظاهرات في العاصمة روما بوقف العقوبات الاقتصادية الغربية علي روسيا و عودة الغاز الروسي للبلاد و من باريس و روما الي فيينا عاصمة النمسا اندلعت المظاهرات الحاشدة تطالب بعودة الغاز الروسي و تهاجم الحكومة بسبب غلاء الاسعار و نفس الشئ في وارسو عاصمة بولندا رافعين لافتات مطالبين باستقالة الحكومة و كذلك الحال في إسبانيا والتشيك و بلغاريا أما في العاصمة موسكو فخرجت مظاهرات حاملين صاروخ يوم القيامة سارماك العابر للقارات مطالبين بوتين بضرب واشنطن ردا على تفجير جسر كرتشي في شبه جزيرة القرم و بذلك انتفضت شعوب أوروبا مهددين بزوال الحكومات الأوروبية التي تزعن لأمريكا بعد فشل حملة شيطنة بوتين و فشل رهان أمريكا و حلفائها في دول أوروبا في حربها ضد روسيا.
أيها السادة
نحن أمام تغيير سيحدث في النظام العالمي و التحول من نظام عالمي قائم على القطب الواحد بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية الي نظام قائم على تعدد الأقطاب يشمل روسيا و الصين و الهند من ناحية و أوروبا من ناحية أخرى و هذا ما سوف نتابعه و نترقبه في ليال شتاء باردة قادمة قريبا.