جريدة بكره احلى
كتب حسين عطايا – كاتب وناشط سياسي لبناني .
إن ثورة نساء إيران ، والتي اندلعت على إثر وفاة الشابة مهسا أميني ، على ايدي ما يُسمى شرطة الاخلاق في إيران منذ حزالي الشهر ونصف ، لم تكن الاولى ولن تكون الاخيرة ، إلا إذا سقط نظام طهران قريباً ولكن على الرغم من اهمية هذه الثورة لا زالت الامور في بداياتها .
كثيرة التبريرات التي ذكرتها اجهزة ايرانية حول وفاة أميني ، واخرها ما رددته اجهزة الاعلام بأن الوفاة نتيجة إعياء وغيابها عن الوعي مما تسبب بوفاتها .
لكن الحقيقة كالعادة في مكان اخر ، اي نتيجة التعذيب في اقبية الشرطة والحرس الثوري ، وهذا لم يكن وقفاً على مهسا اميني بل سبقها مئات لابل الاف من الشباب الاحوازي العربي والاذريين وكذلك الاكراد وغيرها من القوميات الاخرى والخاضعة للاحتلال الايراني والسيطرة الفارسية .
من المبكر ان تكون ثورة النساء الايرانية والشعوب المضطهدة في ايران ، أن ترسم نهائيات نظام الملالي في إيران ، لان هذه الثورة لم تكن الاولى كما لن تكون الاخيرة ، وخصوصا أن انتفاضة العام ٢٠٠٩ والتي سقط فيها مايُقارب الف وخمسماية ضحية ، من دون أن يسقط النظام .
واليوم قد تُصاب قواعد النظام الايراني بخللٍ كبير وتتأثر بما يحدث فيها ، ولكن معركة إسقاط نظام الملالي وولي الفقيه ، قد تأخذ وقتاً اطول ، ويتوقف هذا الامر على انضمام اوساط وقطاعات اكبر من الشعب الايراني الى المشاركة في ثورة النساء الايرانية ، هذا الامر قد يُعطي زخماً اكبر للثورة ، مما يُساهم في تقريب ازمنة سقوط النظام .
مع العلم ، بأن الثورة النسائية والتي انضم اليها العديد من قطاعات الشعب والتي كانت ذروتها في مناطق كردستان ايران مهد ولاد مهسا أميني والتي بلغ لليوم عدد ضحاياها مايزيد عن المئات ، ومنهم العديد من المراهقين والاطفال .
إذن ، وبعد مرور ما يزيد عن شهر ونيف ، ولم تتوقف او يخف زخم الانتفاضة بل لازالت مستمرة بل يومياً ينضم بعضاً من القطاعات المجتمعية ، ولم يكن اخرها اليوم السبت في الثاني والعشرين من تشرين الاول – اوكتوبر ٢٠٢٢ وفقاً لبيان صادر عن قطاع التعليم في ايران ، مما يزيد نسبة تصاعد القطاعات المنضمة الى ثورة نساء ايران ، والتي تُبشر بديمومة واستمرارية الثورة على أمل ان تصل في يوم وليس ببعيد الى سقوط نظام ملالي ايران ، والذي قد يُساهم في تحرير بعض الاقطار العربية من الاسر والوصاية الايرانية ، خصوصاً العراق ، اليمن ، دمشق ولبنان ، كما الشعوب الخاضعة للاحتلال الايراني من اذريين وكُرد واحوازيين عرب وغيرهم من قوميات واعراق .