العراق يدفع أثمان السياسات الفارسية المعاصرة

جريدة بكره أحلى رئيس التحرير وجدى وزيرى 

حسين عطايا – كاتب وناشط سياسي لبناني .

ما بين لبنان والعراق قصص نزاعات وروايات تدمير وتهميش لا تنتهي ، الفاعل واحد والهدف واحد ، ألا وهو إدخاله في أتون الصراعات والنزاعات التي لا تخدم سوى المخطط الامبراطوري الفارسي ، والذي يحلُمُ في الثأر من معركة القادسية والتي كانت سبباً رئيسياً في إنهاء الامبراطورية الفارسية عبر قتل آخر كسرى الفرس وهدم إمبراطوريتهم ، مما جعل بلاد فارس إحدى مقاطعات الدولة الاسلامية والتي كانت وليدة لا زالت في طور نموها وتوسعها .

كُلُ ذلك ، جعل من هذا الامر عقدة تتحكم بحُكام تلك البلاد بعد سقوط الدولة الاسلامية وامتداداتها ، وتحرر مناطق كثيرة كانت خاضعة للحكم الاسلامي ومن ثم اصبحت دولاً مستقلة عبر عشرات السنين ، ومن ثم اتى الانقلاب الخميني عبر ما سُمي في حينها الثورة الاسلامية في ايران واسقِط اخر شاه وهو محمد رضا بهلوي ، والذي تخلى عنه اقرب اصدقائه ورُعاته ، حتى رفضت الولايات المتحدة استضافته كلاجيء سياسي على اراضيها ، بل امضى ما تبقى من حياته في مصر .

ما تقدم هو مقدمة بسيطة عن أُسس الصراع العربي الفارسي والذي وإن تغير احد الاسباب وأخذ مساراً مختلفاً يتخذ من لبوس الدين والتشيع غِطاءاً ، كما اتخذ من القضية الفلسطينية شماعة يرمي عليها كل اضاليله واساليبه في تقسيم وتجزأة فلسطين ما بين ضِفة وقطاع ، لا لشيء سوى لِعِقدةٍ في نفس ملالي إيران ونظامهم الذي يفتقر لقضية سواء تًرضي احلام وتطلعات شعبهم .

كما أن تشيعهم الصفوي والذي يختلف عن التشيع العلوي العاملي
“نسية الى منطقة جبل عامل قي لبنان ” ،والعراقي العربي ، تهدف من خلفه الى نقل المرجعية الشيعية من النجف في العراق ، الى مدينة قم في ايران .

كل هذه الامور مجتمِعة اضفت على ملالي إيران التحالف ولو مع الشيطان وصولاً الى تحقيق أهدافهم في تقسيم الأمة العربية وتجزئتها ، وفي هذه الاعمال تُصبح الاهداف متقاربة مع الكيان الاسرائيلي والدولة التركية في تقسيم الوطن العربي والاطماع في الثروات العربية وارضه .

نتيجة تلك السياسات الايرانية والتي اتخذت من بعض الجاليات من الشيعة العرب اتباع وعملاء يعملون لتحقيق اهداف ايران وقد اصبحوا أذرعة إيرانية ينفذون وبكل دقة وتفصيل وصول إيران الى اهدافها التي تسعى لتحقيقها ، ونتج عن ذلك ماحصل في اليمن ولبنان وسوريا والعراق عدا عن بعض الإشكالات في العربية السعودية والبحرين والكويت وغيرها من مناطق عربية واقليمية ودولية .

هذا الامر إنعكس بشكلٍ أساس في العراق والتي أمعنت إيران بتنفيذ سياساتٍ جعلت من العراق شبه دولة منقسِمة على بعضها وتم تقسيمه طائفياً ومذهبياً وسلطت على العراق وشعبه جماعاتٍ مسلحة تابعة أخذت تُمعِن في العراق فساداً ونهباً لخيرات العراق حتى اوصلته الى ماهو عليه حالياً من إنقسام وأزمات وقد جعلته ومنذ تشرين الاول – أوكتوبر من العام الماضي” الانتخابات البرلمانية ” ، والذي فاز فيها جماعة التيار الصدري وشكل هزيمة مباشرة ومؤلمة لاتباع ايران مما حذا بهم الى تعطيل الحياة السياسية العراقية مما حذا بالسيد مقتدى الصدر الى إستقالة نوابه من البرلمان واتخذ من الشارع والتظاهرات مساراً أخراً للتعبير عن اعتراضه عما حصل من تعطيل اتباع ايران تحت مُسمى الإطار التسيقي العراقي ،
ومن هنا بدأت متاهة جديدة من متاهات الحياة السياسية العراقية وتعطلت السياسة وتعددت اشكال الازمات وانواعها ، لاسيما أن العراق لم يخرج اساساً من مشاكله والتي تعود الى تاريخٍ طويلٍ مضى وقد إزدادت حِدته بعد الغزو الامركي للعراق في العام ٢٠٠٣ .
حيث إستلم الحكم بعد إنشاء دستور طائفي مناطقي جماعة إيران ، الذين تم تفصيل دستور على قياسهم اعطاهم ما يُسمى بالثلث المعطل ، وذلك الامر شبيه بما حصل بلبنان على إثر تسوية الدوحة والتي اعطت حزب الله واتباعه الثلث المعطل والذي اتاح الفرصة لحزب الله في لبنان الإمساك بالسلطة وفرض إرادته وتعطيل الحياة السياسية في كل مرة لا تكون السياسة لصالحه ، وهذا ما يحصل اليوم في العراق حيث إنه وبعد انتخابات تشرين – اوكتوبر الماضي ٢٠٢١ حيث لم يستطع الفائز بالكتلة الاكبر في البرلمان من انتخاب رئيساً للجمهورية العراقية ولا تأليف حكومة نتيجة أخطاء وإشكاليات مقصودة في الدستور العراقي والذي اعطى اتباع إيران قوة تعطيل البرلمان والحياة السياسية وأدخل العراق في ازمة سياسية قد توصل في حال تطورها الى حربٍ اهلية أو حرب في الساحة الشيعية بين اتباع إيران والمعارضين لها .

وهنا لا بد من طرح بعض الاسئلة :
هل الخلاف بين المكونات الشيعية هو نتاج سياسة للتحرر من التبعية الايرانية او هو نتاج صراع عائلي ما بين العائلات المرجعية
” صراع مرجعيات بين آل الصدر وآل الحكيم ” ، او صراع على من يختصر بذاته العلاقة مع إيران ؟؟؟! .

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

Demo Title

Demo Description


Introducing your First Popup.
Customize text and design to perfectly suit your needs and preferences.

This will close in 20 seconds

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock