جريدة بكره احلى رئيس التحرير وجدى وزيرى
كتب حسين عطايا – كاتب وناشط سياسي لبناني .
شهدت فترة الاشهر الاخيرة تطورات عِدة في موضوع ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة ” إسرائيل ” ، لاسيما في المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان ، والتي تُعتبر منطقة واعدة على صعيد النفط والغاز ، وتطورت الامور الى ظهور بعض الايجابيات لاسيما بعد وصول الباخرة اليونانية اينرجين ، الى منطقة حقل كاريش والذي يُعتبر منطقة متنازع عليها .
في زيارته الاخير قبل شهر تقريباً للوسيط الامركي آموس هوكشتين الى بيروت كان قد حمله المسؤلين اللبنانيين جواباً ومقترحات واضحة وصريحة ولا يُمكن للبنان ان يقبل ما دونها وهي وفق ماتسرب من معلومات ، أن لبنان يتراجع عن الخط البحري ٢٩ ويقبل الخط ٢٣ بالاضافة الى مايُسمى حقل قانا كاملاً ومن دون نقصان في البلوك رقم ٨ ، هذا الامر حمله معه هوكشتين الى حكومة العدو ومن خلال بعض المصادر رشحت بعض الايجابيات في موضوع الترسيم ، ثم اثنلء زيارة الرئيس الامركي في الخامس عشر من شهر تموز ‘ يولو كان هوكشتين من عِداد الوفد المرافق وقد التقى حينها مع وزيرة المياه والطاقة في حكومة العدو كارين حرار ، وقد ارسل هوكشتين إشارات ايجابية حملتها السفيرة الامريكية في بيروت دوروثي شيا الى كل من رئيس الجمهورية والنواب والحكومة .
ظهر الاحد في الواحد والثلاثين من تموز – يوليو ، وصل من جديد الوسيط الامركي الى بيروت ، وذلك دليل على أنه يحمل إيجابيات على المقترحات اللبنانية من الجانب الاسرائيلي ، وإلا لكان اكتفى برسالة او اتصال ، وفور وصوله إلتقى مدير عام الامن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم ثم وزير الطاقة في الحكومة المستقبلة وليد فياض على ان يلتقي الاثنين كُل من الرؤساء الثلاثة ، رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة ، وقد يلاقي بعض الشخصيات الاخرى ، هذا يعود لترتيبات ومواعيد تُحضر لها السفارة الامريكية في بيروت .
هذه الايجابيات قد لا تكون لمجرد نوايا طيبة حملته إياها حكومة العدو الاسرائيلي بل نتيجة تطورات خارجة عن اوضاع المنطقة لاسيما الحرب الروسية – الاوكرانية والصعود الجنوني قي لسعار النفط والطاقة ، وذلك نتيجة العقوبات التي اتخذتها الولايات المتحدة واوروبا على روسيا مما فرض على الامريكيين والاوروبيين التفتيش عن مصادر بديلة للطاقة ولاسيما الغاز الروسي خصوصاً انه في ايلول – سبتمبر ، يبدأ فصل الشتاء الاوروبي وما ينتج عنه من صقيع وبرودة ، مما اجبر الاسرائيليين نتيجة ضغوطات امريكية واوروبية لدفعهم الى القبول بالشروط اللبنانية لاسيما بعدما تأكد الوروبيين عن الكميات الواعدة من الغاز في حقل كاريش والذي في بداية شهر ايلول ‘ سبتمبر سيتم البدء بالانتاج .
هذه الامور مُجتمعةً دفعت الامور الى اخذ المنحى الايجابي ، مما حتم على الوسيط الامركي على العودة الى لبنان لتوضيح الموقف الاسرائيلي للجانب اللبناني وعن عودة المفاوضات الغير مباشرة في الناقورة بضيافة الامم المتحدة وبرعاية امريكية ، ووفق المصادر ستكون هذه المفاوضات اوضع بعض الامور التقنية وتكون معبراً للوصول الى اتفاق سيتجري التوقيع عليه وبالتالي ستبدأ مرحلة جديدة من الهدوء على جانبي الحدود من دون الدخول بتطبيع او اتفاق سلام مع الهدو الاسرائيلي .
في هذه المناسبة وكعادته حزب الله الذي يتبع السياسة الايرانية قام ببعض الاعمال كإرسال ثلاثة مسيرات باتجاه حقل كاريش فتم إسقاطهم من قبل العدو الاسرائيلي ومن ثم تلاها خطاب تصعيدي من قبل حسن نصرالله امين عام حزب الله فيه تهديد ووعيد وهذا الامر ليس إلا من باب حجز مكان له ولحزبه في حال التوصل لاتفاق على الترسيم ليكون له دوراً يستطيع كعادته من التسويق بأنه هو من هدد العدو وهو من حقق هذا الامجاز نتيجة نصرٍ إلهي جديد .
وحتى لايكون امر الترسيم بهذه السهولة والبساطة حملت الحكومة الاسرائيلية للوسيط الامركي توجهاً بالسماح للبنان بالبدء في التنقيب واستخراج النفط والغاز مع حفظها حقها في بعض الامور ، لكن هذا الامر نرفوض جملة وتفصيلاً من قِبل الجانب اللبناني وبالتالي الامور وفق بعض المصادر تتجه لحلحلة عاجلة قد تكون في بداية شهر ايلول – سبتمبر كموعدٍ اقصى لتوقيع اتفاقية الترسيم لكي يستطيع الغاز الاسرائيلي من الوصول الى اوروبا وذلك بعد ضخه الى مصر لتسييله عبر محطات التسييل ومن ثم إرساله الى اوروبا ليكون تعويضاً عن بعض النقص الاي تشهده اوروبا في كميات الغاز التي تحتاجها اوروبا ، وسيكون ذلك وفقاً للإتفاقية التي تم التوقيع عليها منذ مايُقارب الشهر ونيف مع رئيسة المفوضية الاوروبية وكل من مصر وإسرائيل .
