روسيا تخوض الحرب العالمية الرابعة نيابة عن العالم

 

الكثيرون في العالم اليوم يتساءلون بين بعضهم وعبر وسائل التواصل الاجتماعي هل ستقوم الحرب العالمية الثالثة ام لا.
وانا بالذات تلقيت عدة اسئلة من اصدقائي حول هذا الموضوع لذا فقد اصبح من واجبي تجاه الاصدقاء الاجابة على هذا السؤال.
الحرب العالمية الثالثة قامت وانتهت ونحن في معترك الحرب العالمية الرابعة منذ ثلاثين سنة.
الحروب كما هو معلوم تاخذ اشكالا مختلفة، حرب اعلامية، حرب تكنولوجية، حرب اقتصادية، حرب باردة الخ.
واكثر انواع الحروب تخلفا هي الحرب الساخنة التي اكتوت بها البشرية في الحربين العالميتين الاولى والثانية.

كما هو معلوم فأن الحرب العالمية الثانية انتهت في 9 ايار عام 1945 بانتصار الاتحادالسوفيتي والحلفاء على

المانيا النازية.
وفي اليوم التالي بدأت الحرب العالمية الثالثة الموجهة ضد الاتحاد السوفيتي ولكن، نظرا للخسائر الاقتصادية والبشرية الفادحة التي تكبدها العالم، قررت امريكا واوربا ان تكون هذه الحرب حربا باردة اي، دون صدام مباشر بين الاتحاد السوفيتي وامريكا ودول اوربا الغربية. اذاً، فالحرب العالمية الثالثة كانت حربا باردة وانتهت بتاريخ 26 كانون الاول عام 1991 بتفكك الاتحاد السوفيتي.

وفي اليوم التالي بدأت الحرب العالمية الرابعة ضد روسيا الاتحادية والتي كانت خططها معدة سلفا. وقد قررت الدول الغربية أن تكون الحرب العالمية الرابعة حربا اقتصادية وهي حرب قائمة منذ ثلاثين سنة حيث جرى خنق روسيا اقتصاديا عبر تكبيلها بمعاهدات مجحفة بحقها، وكل ممتلكات الدولة الروسية من مصانع ومعامل ومطارات وموانئ وبنوك وثروات باطنية جرى بيعها لشركات غربية بأسعار بخسة لا تصدق.
على سبيل المثال فقط، فقد تم بيع مطار بكل أرضه وابنيته ومعداته بالاضافة الى 15 طائرة هليوكوبتر

جديدة سعر الواحدة مليون ونص دولار باعوا كل ذلك ب 15 الف دولار.
بواخر بيعت بأسعار الدراجات النارية، سفن حربية بيعت كحديد خردة.
اليوم 90% من صناعة المشروبات الروحية والسجائر في روسيا ملك للشركات الاجنبية وتدفع ضرائبها في الخارج.
صناعة الحديد والصلب والالمنيوم وانتاج الالماس والذهب والفحم والنفط والغاز غير تابعة للدولة الروسية.
وباختصار، فهناك حوالي 400 الف مؤسسة صناعية وتجارية تعمل في روسيا لكنها مرخصة خارج روسيا أي تستغل رخص المواد الاولية واليد العاملة في روسيا وتحقق ارباحا خيالية ولكنها تدفع الضرائب في اوربا وهي تعادل حوالي 4 تريليون روبل سنويا اي حوالي 19% من ميزانية الدولة الروسية.
ويقول الخبراء ان امريكا تنهب من روسيا 1-2 مليار دولار يوميا تحصل عليها عن طريق التلاعب بأسعار العملة، وفوائد القروض، والاموال المهربة، والشركات التي تمتلكها في روسيا.
فاذا اعتبرناها مليار واحد فقط يوميا فهذا يعني ان

امريكا تنهب من روسيا سنويا 365 مليار دولار، بينما ميزانية الدولة الروسية السنوية بلغت عام 2021، فقط 317 مليار دولار.
واكثر مايثير العجب مما حصل بحقبة الانهيار هو مصير بنك الاتحاد السوفيتي، فبعد انهيار الدولة السوفيتية تحولت أمواله الى بنك روسيا، وهو بنك خاص يمتلك 51% من اسهمه شخص لايعرفه احد حتى عندما سأل بوتين ومدفيديف عن اسم المالك جاء الجواب: هذا بنك خاص غير تابع للدولة ورفضوا الاجابة على السؤال بحجة انه من اسرار الدولة!!! اي دولة؟
وباقي اسهم البنك لرجال اعمال اجانب او روس يقيمون في البلاد الاجنبية.
المادة 71 من الدستور الروسي تبيح للدولة حق اصدار الاموال.
والمادة 75 تحصر حق اصدار الاموال بالبنك المركزي بشكل مستقل عن هيئات الدولة الاخرى. اي ان روسيا كدولة لاتستطيع طباعة روبل واحد، الذي يطبع هو البنك المركزي المملوك للاجانب، وهو يطبع الروبل ليس حسب مصلحة روسيا بل حسب مصلحة المساهمين بامتلاك البنك. وبالتالي فالروبل ليس عملة روسية بل بليت يصدره بنك روسيا، وهو الذي يحدد سعر صرفه

ولاتستطيع الدولة إلزام البنك بشيئ لان اوامر رئيس الدولة ومجلس الشعب والحكومة غير ملزمة للبنك المركزي والجهة الوحيدة التي يخضع لها البنك هو (صندوق النقد الدولي) اي امريكا. حتى شعار النسر المزدوج على الروبل ليس النسر الروسي بل شكل مشوه عنه وكأنهم يسخرون منه.
البنك المركزي لايخضع للقوانين الروسية، ولا تمتلك اي جهة حكومية الحق بمساءلته او تفتيشه او حتى عزل اي عامل في البنك. ولكن البنك هو الذي يخطط ويدير سياسة الدولة الاقتصادية، وهو الذي يحدد قيمة الروبل. وبدون موافقة البنك المركزي لاتستطيع الدولة استخدام اموال الصندوق السيادي للدولة التي تودع فيه فائض الاموال الروسية ومركزه في امريكا وليس في روسيا. وبنك روسيا له الصلاحية للدفاع عن مصالحه – ضد روسيا – امام المحاكم الدولية.
بنك روسيا لايقدم القروض للدولة الروسية بالروبل ولكنه يقدم تلك القروض للدول الاجنبية.

ويتساءل الكثيرون عن سر اهتمام دول الناتو باوكرانيا واستنفارهم على كافة الصعد ولولا التهديد النووي لبوتين لدمروا روسيا.

الدول التي تشارك بالعقوبات على روسيا هي اكثر دول العالم مديونية.
انظروا الى اسماء اكثر دول العالم شراسة في فرض العقوبات على روسيا وسوف تتفاجأون بانها اكثر دول العالم مديونية اي هناك تناسب طردي بين العجز التجاري للدولة، وشراسة عقوباتها على روسيا. تابعوا معي هذه الادلة:
على راس القائمة امريكا ويليها الاتحاد الاوربي ودول حلف الناتو، بينما تاتي روسيا في المرتبة 22 من حيث مديونيتها.
في امريكا:
الدين العام للدولة 30 تريليون دولار، نصيب الفرد: 60526 دولار ؛
في فرنسا:
الدين العام للدولة 7،32 تريليون دولار، نصيب الفرد: 87200 دولار؛؛
في المانيا:
الدين العام للدولة 5،74 تريليون دولار، نصيب الفرد: 69000 دولار؛
في اليابان:
الدين العام للدولة 4،77 تريليون دولار، نصيب الفرد:

38000 دولار؛
في انكلترا:
الدين العام للدولة 9، 2 تريليون دولار، نصيب الفرد: 127000 دولار؛
في ايطاليا:
الدين العام للدولة 2،51 تريليون دولارنصيب الفرد: 42300 دولار؛
في اسبانيا:
الدين العام للدولة 2،26 تريليون دولار، نصيب الفرد: 48700 دولار؛
في كندا:
الدين العام للدولة 1،93 تريليون دولار، نصيب الفرد: 52300 دولار ؛
في بلجيكا:
الدين العام للدولة 1،28 تريليون دولار، نصيب الفرد: 112000 دولار؛
في روسيا:
الدين العام للدولة 489 مليار دولار، نصيب الفرد: 3700 دولار.

التحليل:

هذه الدول الديموقراطية تطبع العملات بدون رصيد ولا رقيب وتشتري بها البضائع من الصين الديكتاتورية، والنفط والغاز من روسيا الديكتاتورية، والنفط والمعادن الاخرى من المتخلفين العرب، والذهب والماس وغيرها من المتوحشين الافارقة. فقط هم المتحضرون والمخولون بحماية حقوق الانسان.
ولكن ماذا سيحدث اذا رفضت الدول الديكتاتورية المتخلفة بيع منتجاتها بالدولار واليورو؟؟؟؟
الجواب، تفتعل المشاكل ويحاربون تلك الدولة ويقتلون من تجرأ وفكر بالتخلي عن عملاتهم الورقية.هكذا فعلوا بملك السعودية عندما قرر التخلي عن الدولار حيث تم اغتياله بعد مدة قصيرة، وهكذا فعلت مع صدام بعد أن تخلى عن الدولار، وهكذا فعلت مع ليبيا عندما فكر القذافي بالتخلي عن الدولار واصدار الدينار الافريقي، وهكذا فعلوا بسوريا عندما اتفقت مع روسيا والصين على التعامل بالروبل واليوان حيث بدأت مايسمى بالثورة بعد شهرين فقط من ذلك.
وبعد التحالف الروسي- الصيني واتفاقهم على التعامل بالروبل واليوان تشجعت الكثير من الدول على فعل ذلك ولاحت في الافق بوادر تشير الى انتهاء حقبة الدولار واليورو.

لذا، حرضوا النازيين الاوكران على استفزاز روسيا ودفعها الى اعلان الحرب لاستغلال ذلك بشيطنة روسيا واتهامها بخرق حقوق الانسان وووووو كل ما اعتدنا عليه من اتهامات للجهات التي لاتخضع للهيمنة الامريكية.

والفت انتباهكم الى ان اوكرانيا بدعم من الناتو كانت قد اعدت العدة للهجوم على روسيا لاستعادة القرم، وقد صادرت روسيا كومبيوتر للناتو فيه كل خطط الهجوم،ومواقع القوات الروسية، وصادرت ايضا اوسمة كانت مخصصة للجنود الاوكرانيين الذين ساهموا بتحرير القرم. كل شيئ كان جاهزا وساعة الصفر كانت في الثامن من اذار وهو عيد المراة العالمي في روسيا.
لكن بوتين سبقهم واعلن الحرب على النازيين الجدد بتاريخ 24 شباط.
هل هناك من لم يفهم بعد حقيقة مايجري في اوكرانيا؟
بوتين يريد ان يحرر بلاده من الاستعمار الاقتصادي الغربي وهذا حق شرعي له.

ملاحظة اخيرة:
شركة بورسيبا تعد اكبر شركة منتجة للغاز في اوكرانيا،

رئيس هذه الشركة هو هانتر بايدين ابن الرئيس الامريكي.
رئيس الشركة السابق كان ديفيد ارجر وهو ابن وزير الخارجية الامريكي السابق جون كيري بالتبني.
ورئيسها الاسبق كان الكسندر كفاسينسكي وهو الرئيس السابق لبولندا.
اما من يمتلك 51% من اسهم الشركة فهو كالعادة شخص مجهول لايعرفه احد.

بقلم الدكتورة لطيفة المفيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock