جريدة بكره احلى
رئيس التحرير
وجدى وزيرى
بين الحقيقة والتضليل …
غابت الحقيقة ،
لنكتشف أننا نعيش زمن التضليل … الذي يغتال الحقيقة في كل مشهد يرسمه في إعلام غريب … تحكمه غرف سوداء … يرسم لنا واقعاً مزيفاً قابلاً للتصديق ، يصدر ممهوراً ببصمات أمراء الظلام ، ومؤسسات العهر الإعلامي الموصوف … التي تواكب الأحداث ، وتصور ما تريد منها ، وتخفي وتمنع تلك التي تظهر الحقيقة …
باتت الحقيقة محجوبة في نفق من ضباب، لا يكشفها إلا من عاشها …
كنا جزءاً من الحقيقة التي قالت إن العراق لا يمتلك أسلحة دمار شامل ، ولم يثبت ذلك إلا بعد أن دُمر العراق واحتل …فاعترف وزير خارجية المضلل بأنها كانت كذبة .
كنا جزءاً من الحقيقة حين قيل إن سورية استعملت الكيماوي … وظهرت جلية في الفيديوهات المفبركة عن أطفال تكرر وجودهم في أفلام مماثلة في مناطق مختلفة يمثلون الموت تحت تأثير الكيماوي .
واليوم هناك حقائق تتوارى خلف إعلام كاذب يدعي إبادة جماعية من قبل الروس في بوتشا ، ستكشفها الأيام كما كشف ما قبلها .
لطالما صورت لنا هوليوود سوبرمان و رامبو الامريكي ، والضعيف الصيني ، والغبي العربي ،والارهابي المسلم ، والالماني المجرم ، والمظلوم اليهودي …
و أكدت ذلك محطات التلفزة بمؤسساتها العالمية تلك المعلومات و كرستها لتصدقها الشعوب البريئة .
ضف إليها كل وسائل التواصل الالكترونية ، التي تحكمها الغرف المظلمة ذاتها .
إنها آلة الحرب الناعمة ، التي تجذبنا إليها ، لنقر بصحة ادعاءاتها دون أن نحلل ، أو نبحث … بل ننساق معها غارقين في عالم من التضليل … و نخسر الحقيقة .