حوار مع نقيب المعلمين حول حال المعلمين بمصر “

جريدة بكره أحلى

رئيس التحرير

وجدى وزيرى

حوار : إسلام دربالة
■التعليم في مصر مسألة في غاية الأهمية فهو مسألة حياة بلا مبالغة أو مغالاة ،
”  فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ”
▪︎و صدق عميد الأدب العربي : طه حسين عندما قال ” التعليم كالماء و الهواء ” فهو في نظر البصير (طه حسين)  بمثابة الحياة .
▪︎لذلك فكان لزاماًعلينا النظر بكامل الوجه والعقل  إلي أساس العملية التعليمية والتربوية
فالأساس هنا هو المعلم فهو عمود الخيمة يا سادة  ، وخير صوت للسادة المعلمين والمعلمات بالشرقية السيد نقيب المعلمين : محسن لطفي
▪︎الذي شغل المناصب الآتي ذكرها
• عضو نقابة المعلمين بمنيا القمح من عام ١٩٩٤ إلي عام ٢٠٠٠ .
• أمين صندوق نقابة المعلمين بمنيا القمح من عام ٢٠٠٠ الي عام  ٢٠١١ .
• عضو مجلس نقابة المعلمين بالشرقية  من  عام ٢٠٠٠ الي عام ٢٠١١ .
• نقيب المعلمين بالشرقية من عام  ٢٠١٤ حتي الآن.
•عضو مجلس إدارة صندوق الزمالة للمعلمين بجمهورية مصر العربية من عام ٢٠١٦ حتي الآن  .
▪︎وفي حوار خاص مع سيادته للتعرف على ما قد يعانيه المعلمون وما دور النقابة لتخفيف المعاناة
عنهم .
▪︎وبدأ حديث سيادته
حيث قال بداية:-  سنتحدث عن النقابة وما هو دورها لتخفيف المعاناة عن السادة أعضاء النقابة من المعلمين والمعلمات  ، حقيقة إن هناك مشاكل نعم هناك مشاكل كثيرة تعاملنا مع بعضها وعلي رأس تلك المشكلات ” العجز في ميزانية صندوق المعاشات ”
وهو  أول ما قد يشغل بال المعلمين علي مستوي جمهورية مصر العربية.
وقد يحدث نوع من أنواع الخلط بين صندوق المعاشات و صندوق الزمالة .
و لفهم دقيق لتلك المسألة يجب الفصل بين صندوق المعاشات و صندوق الزمالة فكل منهم له دوره الخاص وله اختصاصاته.
▪إن︎ هذا الخلط حدثت بدايته في أن هناك نقابات فرعية  علي مستوي الجمهورية لكل نقابة فرعية عدد من اللجان النقابية مثل نقابة المعلمين بالشرقية وهي نقابة فرعية  ترأس عدداً من اللجان الفرعية مثل لجنة منيا القمح النقابية و لجنة بلبيس  النقابية و لجنة شرق الزقازيق وغرب الزقازيق و فاقوس و الحسينية وتلك اللجان الفرعية
لها ملكيات خاصة ويقدر عدد اللجان الفرعية بالشرقية عشرين لجنة ،  فمثلاً لجنة منيا القمح النقابية  تمتلك نادي المعلمين و الذي له دخل استثماري يصب في الصندوق الخاص باللجنة ، وهناك أيضاً لجان ليس لها هذا الدخل الاستثماري فتكون اللجنة داخل شقة وليس لها اي عائدات استثمارية ، في حين نجد بعض اللجان يكون رأس المال الخاص بها بالملايين
نتيجة لأنها تمتلك صالات عرض و قاعات للأفراح و أماكن استثمارية،  فتكون الملكية الخاصة للجان تابعة لصندوق الزمالة الخاص بالمعلمين التابعين لها .
هذا عن آلية عمل  صندوق الزمالة التابع للجان الفرعية ، وهناك مجلس إدارة لصندوق الزمالة علي مستوي الجمهورية و المقر الخاص به في  النقابة العامة وذلك المجلس  مكون من عشرة أعضاء منتخبين وخمسة أعضاء بالتعيين  وأنا واحد منهم ويقوم بالإشراف عليه هيئة الرقابة علي الصناديق و الرئيس المباشر هو السيد رئيس مجلس الوزراء  .
يا أستاذ محسن ما دور صندوق الزمالة تحديداً وما هي قدرته المالية وما الخدمات التي يعطيها للمعلمين علي مستوي مصر ؟؟
■ بالنسبة لصندوق الزمالة
لقد  تشرفت بعضوية مجلس إدارة صندوق  الزمالة من عام ٢٠١٦ أول ما تم استلامنا الصندوق كان رأس المال مليارين و سبعمائة مليون  جنيه اليوم إجمالي النقدي في الصندوق يتعدي سبعة مليارات جنيه ، حيث كانت مكافأة نهاية الخدمة للمعلم من الصندوق  ثلاثة عشرألفاً ثم خمسة عشر  ألفاً ثم سبعة عشر ألفاً ثم عشرين ألفاً ثم اثنتين وعشرين ألفاً وسبعمائة وسبعين جنيهاُ  ثم خمسة وعشرين ألفاً   ثم ستة وعشرين  ألفاً أما العام الحالي تقدر المكافئة سبعة وعشرين ألفاً وخمسمائة  جنيه  وفي العام القادم سوف تزيد المكافئة ، كل ذالك من استثمارات صندوق الزمالة
وكل ذالك عائد علي كل معلمي الجمهورية ومقر ذلك الصندوق داخل النقابة العامة بالقاهرة  ،
فبمجرد انقطاع الخدمة للمعلم يتقاضي المكافئة من الصندوق وتنقطع علاقته به ، ما استحدثت في صندوق الزمالة حديثاً هناك قروض زواج للمعلمين
وكان رأس المال المحدد لها خمسة ملايين جنيه  و قيمة القرض للمعلم خمسة ألاف جنيه ، ما تم الآن
هو زيارة الرصيد من ٥ مليون إلي ٢٠ مليون  لزيادة الاستفادة بالإضافة إلي  قرار جديد  لقد وجدنا أن الغالبية العظمى من المعلمين متزوجون و الزواج يكون لمرة واحدة فقط  فوجدنا أن عدداً كبيراً  من المعلمين لم يستفيدوا من القرض فقررنا
أن يكون ذلك القرض لأحد أبناء السادة المعلمين المتزوجين  ، و القرض علي خمس سنوات بدون فوائد ، بالإضافة إلي قرض حسن آخر  فمثلاً معلم له عدد من الأبناء في الثانوية العامة يكون له قرض بدون فوائد .
فهنا في الشرقية تقدر عدد القروض بدون فوائد   باثنين وثلاثين مليون جنيه
بالإضافة إلي إعانات الأمراض المزمنة مثل زراعة الأعضاء و الفشل الكلوي و الفشل الكبدي و القلب المفتوح و السرطانات و فقد البصر  أي معلم يثبت ذلك بأوراق رسمية  يتم صرف عشرين  ألف جنيه إعانة صحية فوراً من صندوق الزمالة و بالإضافة إلى صرف إعانات للسادة المعلمين المصابين بفيروس كورونا من خمسة آلاف الي عشرة  آلاف جنيه.
فلا يوجد نقابة علي مستوي الجمهورية فعلت كل ذالك للسادة أعضائها غير نقابة المعلمين
▪︎  أما بالنسبة لصندوق المعاشات
•إن المعاش في الأساس هو مجرد خصم من راتب المعلم ويكون تابع لحساب النقابة  ويتم الخصم عن  طريق الدفع الإلكتروني  .
︎ • وهناك أيضاً بعض الدخول الاستثمارية للنقابة العامة في القاهرة وهي تخص جميع المعلمين علي مستوي جمهورية مصر العربية مثل ثمانية عشر برج في رأس البر و عمارتين بالإسكندرية بالإضافة إلي فندق بالقاهرة و مستشفي معلمين بالقاهرة وقاعات أفراح وصالات عرض و عدد من الكافيهات
من تلك  الاستثمارات يكون هناك دخل للنقابة العامة
لتغطية مصاريف المعاشات .
■ هنا سؤال يطرح نفسه يا أستاذ : محسن  مع كل تلك الاستثمارات التابعة للنقابة والتي تصب في صندوق المعاشات الخاصة بالسادة المعلمين لماذا تكون المعاشات غير مرضية وغير كافية لضمان حياة كريمة للمعلمين ؟؟
▪︎أكيد هنا بيت القصيد  إن المسألة لم تكن بأي حال من الأحوال وليدة اللحظة فالموضوع بدأ من تسعينات القرن الماضي  بمعني إن كان هناك وفر في المعاشات فمثلاً” كان المعاش للعضو مئة وستين جنيهاً ”  إذاً أين المشكلة ؟؟
المشكلة بدأت  من عام ١٩٩٦ حيث أنه لم يعد هناك تكليف للمعلمين خريجي  كلية تربية،  قبل عام ١٩٩٦ كان المعلمين والمعلمات  بمجرد التخرج من الكلية
يم تسليمهم التكليف فوراً ، فمن عام ١٩٩٦ لم يتعين سوي أعداد ضئيلة عن طريق  المسابقات أو أوائل الخريجين وهم نسب لا تتعدى الآلاف علي مستوي الجمهورية  ، في حين أنه من عام ١٩٩٦ إلي الآن قد تقاعد نصف مليون معلم بالمعاش .
ذلك مما أدى إلى أن  المعلم الذي أحيل على المعاش كان يشترك بالنقابة بقيمة  جنيه مصري وبعد ذلك  ثلاثة جنيهات وأقصي زيادة كانت أربعة جنيهات ونصف ، فكانت أزمة المعاشات هي  في أن هناك  تزايد شديد في  معلمي المعاش و  لا يوجد تعيينات جديدة   ولا يوجد دخل اشتراكات
جديد  للصندوق ، فمثلاً طابع البريد الخاص بالنقابة بجنية مصري في حين أن طابع الأبنية التعليمية الذي كان بجنبه ثم عشرة جنيهات ثم اليوم بعشرون جنيهاً مصرياً .
▪︎ فمن هنا بدأ العجز في صندوق المعاشات
ففي عام ٢٠٠٠ تم فك أول وديعة من ودائع المعاشات التي كانت تقدر بنصف مليار جنيه حتي عام ٢٠١١
تم فك أخر وديعة وكانت ١٥٠ مليون جنيه باقي النصف مليار ، فقبل العام ٢٠٠٠ كانت تمتلك النقابة نصف مليار جنيه بالإضافة إلي الدخول الاستثمارية
كان ذلك قادر علي تلبية احتياجات المعاشات ويكون هناك فائض مرة  ثلاثين ألف ومرة أربعين ألف ومرة خمسين ألف .
كيف يتم حل أزمة صندوق المعاشات الموضوع  و بكل بساطة تعديل قانون المعاشات بمجلس النواب
لأن قانون المعاشات الحالي لا يتناسب مع روح و احتياجات العصر فهذا القانون من عام ١٩٦٩ فلا يتناسب مع الوضع الراهن فمثلاً من شروط هذا القانون كي تكون عضو بنقابة المعلمين أن تكون مشتركاً في الاتحاد الاشتراكي و هذا الاتحاد قد تم إلغاؤه فمن الواجب تعديل القانون  .
▪︎كل ذلك يا أستاذ: محسن كان خاص بصندوق المعاشات و صندوق الزمالة فما حال نقابة المعلمين بالشرقية وما مدي الاستثمارات بها وما الدعم التي تقدمة لمعلمي ومعلمات الشرقية؟؟
■︎ أما بالنسبة لنقابة المعلمين بالشرقية
كما ذكرنا سابقاً أن النقابات لها بعض الدخول الاستثمارية ونقابة الشرقية لها نصيب الأسد في تلك الاستثمارات فمثلاً في المجلس السابق من ٢٠٠٠ إلي ٢٠١١ تم بناء ٢٤ مبني اليوم تقدر تلك المباني ٣٠٠مليون جنيه ، ذلك مما جعل هناك عائد استثماري
داخل نقابة المعلمين بالشرقية  يعود علي السادة المعلمين مما يجعل الفرصة متاحة لتقديم الخدمات
فمن تلك الخدمات علي سبيل المثال لا الحصر
في عام ٢٠٢٠ وفي ذروة وباء كورونا استطعنا تقديم
أتوبيسات نقل مكيفة مجانية للمعلمين الذاهبين الي مراقبة و تصحيح الثانوية العامة و الدبلومات الفنية
علي مستوي الجمهورية، بالإضافة إلي بعض القروض من النقابة للسادة المعلمين ،
إن النقابة بها عدة خدمات منها خدمات طبية و اجتماعية و ثقافية و تنمية مهارات للمعلمين ،
فمثلاً الخدمات الصحية  يوجد مشروع التكافل العلاجي فهو يكفل أسرة المعلم  و التقديم به بمبلغ سبعمائةجنيه ومن ثم يحصل علي الكارنيه الصحي
فالنقابة متعاقدة مع كل المستشفيات الخاصة بالشرقية  فيكون مدعم بأربعة آلاف جنيه للمعلم و الأسرة في السنة  ، بالإضافة إلي  إعانات صحية للمعلم في حالة الطوارئ تصل إلي ألف جنيه  يتقدم بالطلب ومن ثم يتم الصرف
▪︎و بالإضافة إلى “مستشفى المعلمين بالشرقية “هذا الصرح العملاق قد تم الانتهاء من الإنشاءات
وتعاقدنا مع إحدى الشركات الكبيرة لتوريد الأجهزة الطبية  وفي القريب العاجل سوف تكون في خدمة السادة المعلمين والمعلمات بالشرقية .
أما بالنسبة للرحلات يوجد لدينا رحلات دينية مستديمة  مثل العمرة في شعبان و رمضان
، بالإضافة إلي رحلات ثقافية مثل رحلات إلي معرض الكتاب و المتاحف والإسكندرية و زيارة الأماكن الأثرية والتاريخية ، و الرحلات الاجتماعية مثل المصايف كل عام في رأس البر و مطروح و شرم الشيخ و الغردقة  كل ذلك للمعلم و الأسرة بدعم عالٍ جداً  .
ونقوم أيضاً بتقديم خدمات مثل صالات الأفراح لأبناء السادة المعلمين بدعم عالٍ جداً

وتقديم الندوات الثقافية والأدبية و المعارض
كل ذلك في خدمة معلمي ومعلمات الشرقية.
▪︎ أما بالنسبة  للتنمية المهنية كان كل شيء علي ما يرام قبل وباء كورونا حيث كانت هناك دورات تدريبية للمعلمين لرفع الكفاءة حيث لقت إقبالاً كبيراً  من المعلمين في شتي التخصصات  ،
حيث إن كل ذلك مجهود من مجلس نقابة المعلمين بالشرقية وليس لي فقط فكل منا يعمل بكل جهد وإخلاص فمثلاً أستاذ  : هاني مرشد أمين عام النقابة  ، والأستاذ: أحمد ثروت أمين عام الصندوق
كل منهما يتفاني في العمل بكل إخلاص
■ ومن دور النقابة أنها تعمل كوسيط بين المعلمين و التربية والتعليم  في المظالم التي قد تقع علي المعلم مثل الترقيات و تأخير شهادة الأكاديمية
وعلي ما أذكر أنه قد تم حل الكثير من المشكلات في الشرقية فعلي سبيل المثال  منذ حوالي خمس سنوات  كان هناك مشكلة كبيرة  في مشروع رأس المال و الحوافز والمكافآت الخاصة بالسادة المعلمين  فمشروع  “رأس المال ” قائم علي مسألة الإنتاج في المدارس الزراعية مثل بيع منتجات الألبان والأغذية
والمدارس الصناعية وعملية بيع منتجات الأخشاب و الأعمال الخشبية  فهذه العمليات تحقق أرباحاً و بالتالي يكون هناك حوافز للسادة المعلمين القائمين عليها ، وحوافز السادة المعلمين قد منعت نهائياً فكانت مشكلة كبيرة  كان ذلك في عام ٢٠١٥ / ٢٠١٦
وكان يقدر إجمالي الحوافز المتأخرة للمعلمين خمسة عشر مليون جنيه ، فقمت بالتعاون مع وكيل أول الوزارة السابق السيد : محمد شهاب الدين و قمنا باسترجاع حوالي تسعة عشر  مليون جنيه حقوق السادة المعلمين  في الحوافز ، وهناك الكثير من المشكلات التي قد تعاملنا معها .
.
■ فبعض الناس يزعمون أن النقابة تبدد الأموال فمثلا لماذا نعطي الإعانات بالعشرين و الثلاثين ألف
نقول لهم يا  سادة هناك فرق شاسع بين إعانات صندوق الزمالة  و صندوق المعاشات  فكل منهما له ميزانيته الخاصة التي تصرف في الدور المحدد لها ،
فيزانية الزمالة خاصة بالمعلمين الذين في الخدمة
و ميزانية المعاش خاصة بالمعلمين الذين هم  بالمعاش
■ وفي نهاية حديثي  أقول إن مشكلة صندوق المعاشات ليس لها حل سوي تعديل قانون المعاشات بمجلس النواب ويجب أن يكون هناك نظرة موضوعية حقيقية  فمثلاً يزعم البعض أن المعلمين يتجاوزون في مسألة الدروس الخصوصية  نعم هناك تجاوز  ولكن ما الخيار المتاح للمعلم لزيادة دخله الشهري غير ذلك وهناك معلمون لا يستطيعون  أن يعملوا بالدروس الخصوصية مثل معلمي المجالات الفنية و الزراعية و الصناعية و الصحافة و الإعلام وبعض التخصصات في المدارس الفنية  فلا بديل لهم سوى الأعمال الحرة بعد إتمام اليوم الدراسي  .

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock