نافع بلا منافع تأليف دكتور محمد عيد زكي

في شتاء القاهرة بأحد الأحياء الشعبية الذي يتحلى أبناؤه بالقيم النبيلة والسلوكيات الراقية والاحترام المتبادل حوى قامات كبيرة ليست في السن ولكن في الفكر الإيجابي البناء . في هذه الأجواء الجميلة انبعث شعاع جميل من داخل رحم أم حانيةٌ وهو الطفل / نافع صابر .
نشأ نافع في هذا الجو الذي يحمل أجمل معاني النبل والصدق والاحترام والرقي فأصبح هو أجمل معنى للرقي والتحضر ، يحمل في أعماقه الكثير من الأحلام ولكن حلمه الأكبر أن يصبح وزيراً للثقافة كي يرتقي بمجتمعه أكثر ويرقى بالسلوكيات إلى أفضل ما تكون .
اجتهد نافع في دراسته والتزم بواجباته واحترام مُدرسيه وتحلى بحسن الخلق مع زملائه فكان النجاح الفائق حليفه فاستمرت نجاحات نافع حتى تخرج في كلية الأداب قسم تاريخ ، وعلى الرغم من أنه من أوائل الدفعة إلا أنه لم يعين معيداً وتم تعيينه في وظيفة حكومية روتينية ولم يكن لديه خيار أخر فقبلها لكن طموحاته لم تتحقق فسعى حتى يقترب من تحقيق أحلامه فتارة يتقدم لوظائف الجامعات ولا يقبل بها لأنه شاب بسيط وعائلته من عامة الشعب وتارة يتقدم لمنصب إداري كبير أملاً في الوصول إلى الهدف المرجو وأيضاً لم يوفق لا لأنه غير كفء ولكن لأن هناك شخصاً أخر موجه توجيها مباشراً لتولي هذا المنصب ، شَعُرَ نافع أن العوائق التي تعرض لها سوف تجعله يتحول من شخصية تتميز بالإبداع والابتكار والتجديد لخدمة الوطن إلى شخصية روتينية تنفذ أوامر الرؤساء فقط دون تفكير أو حوار أو ابتكار لذا أصاب نافعاً شئ من اليأس ثم فكر في الهجرة إلى بلدٍ أخر تُقدرُ الإبداع والتطوير ففشل أيضاً في الهجرة خارج الوطن لكن في ظل هذا الصراع الداخلي الرهيب مع ذاته ظهر وميض أمل ليبعث إليه التفاؤل ألا وهى فتاة جميلة الخلق والخلقة نشأت بينهم عاطفه جياشة ورومانسية رائعة ، قامت بدفعه للبحث داخل ذاته عن الطاقات الكامنة غير المستغلة ، فكان الحب سبباً في إكتشاف مهارات جديدة لدى نافع وهى مهارات الكتابة القصصية فاتجه نحو التعبير عن أرائه ورغباته وطموحاته ورغبته في الدفاع عن القيم النبيلة والمثل العليا التي بدت تتلاشى وتندثر وأشار إلى أن الأرض الطيبة هى مصدر التعاون والترابط واكتساب السلوكيات الطيبه فكان الإنسان المصري القديم يتميز بالتعاون والترابط والأصاله بسبب الأرض .. الأرض الزراعية التي كانت هى مصدر الحب والإخاء والتعاون والألفة بين الجميع أما الأن فقد ضاعت الأرض الزراعية فضاع الإنسان الحديث سلوكياً وأخلاقياً واجتماعياً .
فهو بعد عجزه عن إصلاح المجتمع من خلال المنصب الرسمي الذي كان يطمح إليه ـ تولدت لديه القدرة على الإصلاح من خلال كتاباته وابداعاته القصصية الهادفة.
* هل ترى أن الشاب نافع يستطيع أن يتعايش مع المجتمع الحديث الذي تتناقض فيه كل القيم والتقاليد مع كل ما تربى عليه ، وهل يسمح له الواقع بتحقيق أحلامه وطموحاته للنهوض بوطنه ؟!!!
هل يستطيع تغير السلبيات السلوكيه للمجتمع بمفرده ؟!!!