دكتور محمد عيد ذكي يكتب .. دَرَكَات الإرهاب

نحن جميعاً نشاهد ونسمع ونقرأ في وسائل الإعلام المختلفة عن الإرهاب وما يخلفه من دمار شامل ( قتل وتخريب وصراعات بين الدول , … ، …. ) وأيضاً نسمع ونقرأ ونشاهد الخُطَب التي تحث على مكافحة الإرهاب ولكنهم يقصدون بمكافحة الإرهاب مواجهة الإرهاب بعد وقوعه أو بعد ما يصل الإرهابي أو التكفيري إلى حد الإيمان الكامل بمبادئهم وعقائدهم التي تختلف عن جميع الأديان السماوية وفي هذه الحالة تكون مكافحة الإرهاب بقتلهم قبل أن يتمكنوا منا ويقتلوا الأبرياء من المدنيين والعسكريين الأبطال .
ولكنني في مقالي هذا أدعوا للسلام .. ماذا ؟ نعم في ظل هذا الدمار والخراب الذي يخلفه الإرهاب تدعوا للسلام ؟ نعم السلام .. ولكن .. كيف ؟
من الممكن أن يكون هناك سلام وقائي لحماية أبنائنا من براثن التطرف والإنحراف ، فالإرهاب عن طريق حماية أبنائنا من أنفسهم أولاً .
يجب أن تقوم المدارس بدورها الحقيقي في دعم ترابط التلميذ بوطنة وتنمية الوعي الوطني والانتماء لهذه البلد العظيم فمثلاً الأغلبية العظمى من المدارس تقوم بإقامة طابور الصباح بشكل تقليدي علم الوطن ممزق وغير نظيف علاوة على ذلك أثناء السلام الوطني لا نجد انضباط من الطلبة وتراخي من المدرسين وحركة وكلام تدل على عدم اهتمامهم بالسلام الوطني وإدارات المدارس لا تهتم بذلك إلا حينما تؤمر من الجهات الأعلى منها والأخطر من ذلك توجد في بعض المدارس فئة من المدرسين لديهم انتماءات متطرفة لدرجة أنه حينما تذاع الأغاني الوطنية الجميلة التي تلهب مشاعر الطلبة والطالبات وتحثهم على الانتماء والوطنية يعطون أوامرهم بغلق هذه الأغاني وعدم تشغيلها فيجب مواجهة هذه الأفعال المنحرفة لأنه بمواجهتها من قِبَل المسئولين المنوطين بالرقابة والتوجيه الفعلي دون محاباة أو محسوبية .
يجب الاهتمام بحصص التربية الدينية الصحيحة وأن تقام هذه الحصص في مسجد المدرسة أو في كنيسة المدرسة ويجب أن لا تعتمد على الحفظ فقط بل تعتمد على الفهم والإدراك الصحيح للقيم الدينية وتوضيحها والآيات القرآنية وتفسيرها الصحيح ( الدين الوسطي ) ويجب أن تتضمن المناهج ذلك بعيداً عن الحشو الذي لا ينفع فيؤدي بالتلميذ إلى عدم الإيمان الكامل بدينه سواء الدين الإسلامي أو المسيحي ، فكلاهما يحمل قيماً سمحة وسلاماً وحُباً ومَحبة فالتلميذ الذي ينشأ مزعزع العقيدة يكون فريسة سهله جداً لقادة الإرهاب ويقومون بترسيخ مفاهيمهم الهدامة ، فنحن عندنا وقت كافٍ لمكافحة الإرهاب دون نقطة دم واحدة تسيل هم يستولون على شبابنا فلما لا نمد يد العون لشبابنا قبلهم بتوجيههم وإرشادهم وتلبية احتياجاتهم وأن يكون ما يدرسونه لا يتنافى مع الواقع العملي ،أن تكون هناك مصداقية بين القيم والتقاليد والعادات التي تدرس لهم وبين ما سوف يجدوه في المجتمع لا يجب أن نقول الضمير والحب والصدق ويخرجون إلى الواقع يجدوا النفاق والكراهية والكذب ،قد يكلف هذا الدولة مبالغ كبيرة ولكن عندما يصبح هذا التلميذ شاباً متطرفاً ستتكلف الدولة مبالغ أكبر وإزهاق أرواح أكبر وترميل زوجات وتشريد أُسر أيهما أفضل وأوفر للدولة ، كما أن الجميع يعلم أن الإرهابي يستخدم الدين كسلاح لتحقيق أهداف سياسية لبعض الدول لحماية مصالحها .
قال السيد الرئيس / عبدالفتاح السيسي خلال مداخلة في جلسة التحديات الراهنة للأمن والسلم الدوليين في اليوم الأول لجلسات منتدى شباب العالم الذي انعقد في مدينة شرم الشيخ الساحلية في الفترة من 14 : 17 / 12 / 2019م . أن الإرهاب صناعة شيطانية ، أخطر ما فيها استخدام الفكر والعقيدة لتحقيق أهداف ومصالح سياسية ، وهو يمثل غطاء لكثير من الأهداف التي تسعى بعض الدول لتحقيقها وتستخدم أدواتها ضد الإنسان وتقدمة لتحقيق أهدافها . ” المصدر : عماد الدين حسين 18 / 12 / 2019م ” .
لوحظ خلال فترة زمنية سابقة ظهور معاهد دينية أخذت في الإنتشار بسرعة البرق ويتقدم لها الشباب من 18 : 35 سنة في عمر الزهور لتزرع أفكار وعقائد وقيم وسلوكيات وتفسيرات دينية بعيدة كل البعد عن رقابة وتوجيه وزارات التعليم العالي أو التربية والتعليم أو الأزهر الشريف منارة الإسلام في العالم بعدها زادت الانفجارات والعمليات الإرهابية على كمائن الجيش حامي الشعب والشرطة أمن الشعب ثم على الشعب نفسه من المدنيين العزل سواء مسلمين أو مسيحيين بعدها هل تسمعون شيئاً عن هذه المعاهد الدينية ، إن كانت تحمل رسالة سامية لاستمرت ولكنها لا تحمل غير تنفيذ أجندات أجنبية ، فيجب علينا أن نواجه النار قبل إندلاعها وليس بعد إندلاعها لأن بعد إندلاعها تخلف خراب ودمار وخسائر كبيرة وهذا تخصص جهات معينة هى المنوطة بحمايتنا من هذه النار .
الظلم إن الشعور بالظلم والقهر من مسئول أو من مدير في العمل أو عدم تقدير المسئوليين لعملك أو علمك يشعرك بالظلم حينما تجد من يمد لك يد العون رويداً رويداً ويحقق لك ما تتمنى سوف تذهب معه ، ولكن هنا يأتي دور المبادئ والقيم والمُثل وإيمانك بربك إن كان قوياً واجهتهم بمبادئك وإن كان ضعيفاً استسلمت لعقائدهم الهدامة وأنت النادم في النهاية على لا شيء .
أتوجه لقيادة دولتي العظيمة جداً مصر بقيادة الزعيم القائد / عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية :
1ـ يجب الاهتمام بما يقدم داخل المدارس من مناهج وبرامج وأنشطة تهدف إلى تنمية الوعي الوطني والانتماء الكامل لتراب هذه الأرض حيث أن التلاميذ الصغار لم يكن لديهم أسس وطنية يبنون عليها ولائهم لهذا الوطن العظيم لذا نجد أن تطلعات التلاميذ الصغار بعيدة عن نفع الوطن ورقيه .
2ـ تغير المناهج الدينية بما يتناسب مع ظروف الوطن ومواجهة التحديات الخارجية والداخلية حيث يتم وضع مناهج للفهم وإدراك القيم الدينية والعقائد الوسطية لديننا فهماً وليس حفظاً واختيار مدرس يحمل قيماً وسطية في تعاملاته مع الطلبة وأن لا يكون متشدداً في اتجاهاته .
3ـ الرقابة المشددة على جميع المعاهد الدينية وعلى كل ما تقدمة لطلابها ووسيلة تقديمها .
4ـ الرقابة المشددة على بعض المدراس الحكومية والخاصة والتأكد من اتجاهات بعض المدرسين لأن هذا سوف ينعكس على أسلوب وطريقة توصيل المعلومة للتلميذ بفكر المدرس .
5ـ الاهتمام بالعلماء الصغار الحاصلين على الدرجات العلمية الكبيرة وعدم تجاهلهم فهناك من يتربص بهم كي يستفاد من علمهم فلماذا لا تستفيد مصر هى فقط منهم ؟ لتحدث طفرات كبيرة جداً في النواحي الرياضية والاقتصادية والسياسية والتنموية والصناعية والزراعية ، …….
6ـ محاربة الفساد من جذورة بشدة وخاصة في المحليات .
7ـ الشعور بالعدل يحدث صفاءً بالنفس واستقراراً ورضا بالحال .
قال الله تعالى :
لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَاأَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ ِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴿٢٨﴾
مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَـــــادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ
أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ﴿٣٢﴾

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock