الاديبة شذا نصار تكتب “قابيل وهابيل “

مررت بجزيرة العطر باكراً … اختلس انكفاء الشمس خلف غيوم أيار … نهلت زوادتي من شذاها … وأكملت سيري بيــن شجيرات الورد ،وتحت ظلال الزنزلخت *والزيتون … أستمع الى أحاديث الطيور من عصافير وبلابل … تمنيت لو كان لي موهبة النبي سليمان لأترجم أقوالهم … لا بد أن منها أقاصيص وعبر … ذكور تنادي الإناث بأصوات جميلة ، في موسم الأفراح … و إناث تستجيب واخرى تهرب بدلع غريزي لم تحتكره حواء.
سألت في خاطري سليمان الحكيم عن الحديث الذي يدور بين تلك الحيوانات الجميلة …؟ فأجابني : فهمت من تغريدها أنها سعيدة في حديقتك بعيدة عن ضوضاء المدينة ، مكتفية بدفء شمس الربيع ، تسكن أشجار السنديان ، وتشرب من بركة الدار …


سارعتُ الحكيم بسؤال آخر : هل أزعجها أي شيء في المكان … ؟
فأجابني : من يخرب أعشاشها قرب النوافذ ، فيقتل أطفالها داخل البيض … كان ذكر الدوري غائباً عندما رميتم عش عائلته من نافذة الحمام . ولكنه قال لأنثاه لما رآها حزينة؛ إنه الإنسان يا حبيبتي ، لا يهمه الآخر ، إذ يحتل بيوت الآخرين من البشر ، بل و يهدمها على سكانها … بدون مبرر … ويتفنن في القتل والتدمير … حتى الشقيق يقتل أخاه … ألم تسمعي رواية قابيل وهابيل التي حدثنا عنها سليمان الحكيم …؟!
أكملت تجوالي في حديقتي ، وتمنيت أن تقبل الطيور اعتذاري ، واعدة أن أحافظ على أعشاشها … وأن لا أطرد عصفوراً من بيته … لأنهم من سكان الدار الأعزاء الذين ينشرون الفرحة والبهجة في أرجائها .

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock