شيع المئات جثمان محمد خالد سيد محمد أبو شهبة، الذي توفي أثناء أداء صلاة الجمعة بمسجد زواية الرحمة بمنطقة التعاون بالهرم، على يد أستاذ جامعي مفصول عن العمل.
وخرجت الجنازة اليوم السبت من مسجد المشاري بمنطقة سهل حمزة بالهرم، وسط حالة من الحزن الشديد على الشاب الجامعي الذي عرف بين الأهالي بالخلق الرفيع وحفظه لكتاب الله، كونه كان يقيم بنفس الشارع ومتزوج ولديه طفلين صغيرين، وهو طالب بالفرقة الرابعة بكلية الشريعة والقانون، ثم توجهوا إلى مركز بني عدي بمحافظة أسيوط مسقط رأسه لإتمام مراسم الدفن و العزاء.
وأمرت نيابة الهرم بعرض المتهم على الطب النفسي لبيان مدى سلامة قواه العقلية وطالبت بسرعة تحريات المباحث.
وكشفت التحقيقات، أن المتهم كان مدرس بكلية الزراعة جامعة المنيا، وتزوج 3 مرات الزوجة الأولى تقيم بمحافظة المنيا انفصل عنها منذ سنوات ولديه منها ولدين وبنت، ثم تزوج من أخرى وحدثت بينهما خلافات ثم انفصلا، والأخيرة تزوجها منذ 3 سنوات وانفصلا بعد سنة واحدة من الزواج.
وأوضح أحد شهود العيان تفاصيل جديدة حول الجريمة، حيث قال إن الجاني كان يردد أنه ترك التدريس بالجامعة، بسبب أن الطلاب أصبحوا غير محترمين ولا يحترمون التعليم أو الدكتور.
وأوضح مدرس لغة عربية، أنه كان دائما يسأله عن بعض التفسيرات وعندما يجيبه يرد عليه المتهم أن هذا التفسير خطأ، وكان يردد أن المهد المنتظر سيأتي هذا العام.
ويوم الواقعة الخطيب كان يتحدث عن اختيار الزوجة الصالحة، وهذا الحديث أثار غضب المتهم فترك المسجد أثناء خطبة الجمعة ثم عاد بعد أن بدأت الصلاة، ودخل من بينهم وطعن الإمام ثلاث طعنات في الظهر وهرب خارج المسجد والأهالي تمكنوا من الإمساك به.
فيما أوضح مؤذن المسجد، أن جدالا وقع بين المتهم والإمام قبل صلاة الجمعة بعدما طلب المتهم بأن يقرأ الإمام آية الكرسي مرتين دون إبداء أي سبب أو تفسير، حتى أنه تسبب في تأخيرالإمام عن الصعود إلى المنبر وإلقاء الخطبة، وطالبه المصلون بترك المسجد إن لم يكن يرغب في الصلاة معهم، مشيرا إلى أن الإمام حاول استرضاءه وتنفيذ طلبه فقرأ آية الكرسي بعد الخطبة ثم أقام الصلاة وقرأ الآية مرة ثانية في الركعة الأولى.
وأشار إلى أن المتهم كان بيده كيسا أبيض، وفوجئوا أن به سكينتين من سكاكين المطبخ وطعن الإمام في ظهره بإحدهما وتركها في جسده.
وكشفت التحقيقات، أن المتهم قدم استقالته من كلية الزراعة بجامعة المنيا قبل 8 أشهر، وأنه كان دائم الغياب وقام من تلقاء نفسه بتقديم استقالته لإدارة الجامعة منتصف العام الماضي 2018، وأنه كان طالبا في الكلية ومعيدا منذ 9 سنوات وأصبح مدرسا بالكلية، ولم يحصل على درجة أستاذ وكان محالا للشئون القانونية بسبب تغيبه وعدم انضباطه في العمل.
وكان العميد وائل هلال مأمور قسم شرطة الهرم قد تلقى بلاغا بإصابة إمام مسجد بشارع الأمراء، بعد تلقيه طعنات على يد شخص وتمكن الأهالي من ضبطه.
وانتقلت قوة أمنية بقيادة المقدم محمد الصغير، رئيس مباحث الهرم، إلى مكان الواقعة، وبالفحص تبين أن الجثة لشاب يدعى محمد خالد في العقد الثالث من العمر إمام مسجد زاوية الرحمة، ولفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بإصابته بطعنات من سلاح أبيض قبل نقله للمستشفى، وأن المتهم شخص يدعى “أحمد” في العقد الرابع من العمر تخطى صفوف المصلين أثناء الركعة الثانية، ثم سدد له طعنات وتمكن المصلون من القبض على المتهم.
وتم اقتياده إلى ديوان القسم لمناقشته، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة وتولت النيابة التحقيقات.

مسجد الرحمة

القبض علي المتهم

المتهم

إمام مسجد الرحمة

إمام مسجد الرحمة