بكرة احلى تنفرد بحوار مع د.رشا الجندي.. وأفهمو بقى!

حوار : بسام القزويني

 

الأمل كلمة تعيش معنا منذ ولادة التفكير وقد حثت ضيفتنا على الاستمرار والاصرار لتحقيقها داعية إلى الخروج من اليأس والتعاون معها لبث المحبة والسلام عبر دمج الثقافات بعلم نفس الواقع فهي الإعلامية المتميزة واستاذة علم النفس والجريئة لتصحيح المسار ، د.رشا الجندي في هذا الحوار لتقول لبكرة أحلى انه سيكون أحلى بالأصرار والشجاعة والصراحة.

• في البداية هل ما زالت الناس تخجل من مراجعة طبيب علم النفس ؟

  • لقد تغير هذا المفهوم كثيراً وبدأت الشعوب العربية تستوعب الحالات النفسية وهو ما لمسته في البرامج والاعلام بأستضافة شخص يفسر الحالات وكذلك تعدد المسلسلات والأفلام التي تتطرق لعلم النفس وكيفية العلاج لأن الطبيب النفسي ليس مجرد طبيب يهب الأدوية بل هو مرشد نفسي يزوره المراجع ويتكلم معه ويشاركه حياته لأن كل إنسان يحتاج إلى المشاركة.
  •  اذن طبيب اختصاص علم النفس هو المعالج الصديق وليس كسائر التخصصات الطبية؟
  • رقم واحد للنفس البشرية هو علم النفس لأنه يدرس كيفية توجيه النفس وإيجاد طرق الحلول للاسرار الخاصة بها وكما هو أساس العلوم كالفيزياء والكيمياء والاحياء فمثلاً المهندس الذي يشرف على بناء مبنى هو إنسان يتعرض لضغوط وكذلك من يخترع التجارب ورجل الأعمال فلو كانت النفس البشرية جيدة ستنتج بصورة جيدة ولو كانت سيئة فأنتاجها سيء، إذن علم النفس أساس كل العلوم.
  •  في رمضان عام ٢٠٠٩ تم عرض مسلسل (خاص جدا) بطولة الفنانة (يسرا) وهو يجسد حياة طبيبة علم نفس، فما رأيك هل اعطى دفعة إيجابية؟
  • كنت قد كتبت عنه في كتابي (طموح لم يتحمله بشر) لتوصيل فكرة مهمة وهي أول خطوة في نظريتي (هرم السلامة النفسي) والتي تتجسد بتقبل الآخر حيث كانت ابنة الطبيبة في المسلسل غير محجبه وهي الفنانة (يسرا اللوزي) وصديقتها المقربة محجبه وهي الفنانة (ايمي سمير غانم) وهذا ما جسد فكرة تقبل الآخر المختلف عنه وكما وضح المسلسل أن الطبيب النفسي هو إنسان يمتلك مشاعر الحزن والفرح كسائر البشر وهذا ما يمنح الثقه لدى الآخرين ، بالإضافة إلى إن المسلسل بين كيف عالج الطبيب النفسي نفسه وساعدها على تجاوز المحن.
  •  ما ردود الأفعال حينما تمرين بمحنة ؟
  • حينما أحزن يستغرب المقربين ويقولون لي انتي من تعلمينا التفاؤل فكيف تحزنين ولهذا اقول لهم اني انسانة ومشاعري كمشاعركم أحزن وافرح واحتاج إلى وقت لعبور المحن فالطبيب النفسي ليس من كوكب آخر.
  •  ما أصعب الحالات التي صادفتك في مشوارك لغاية الآن ؟
  • أصعب الحالات التي تصادفني حينما تكون حالة شخص قريب مني والتي تكون مختلفة عن الحالات الآخرى وان تأثرت بها أيضا لكن تأثري بتجربة والدي كانت كبيرة حينما اصيب بجلطة وتوقف جزءه اليسار عن الحركة في شهر رمضان قبل حوالي سنتين فقد كان بطل حرب ورياضي ويحب قيادة السيارة وفي لحظة وجد نفسه لا يستطيع فعل شيء وراقد في المستشفى ولهذا تأثرت جداً وكانت لحظات صعبة علي في كيفية العبور به إلى بر الأمان.
  •  كيف تعاملتي مع حالة والدك؟
  • تعاملت معها بطريقة تكاد تختلف فقد كان يحب تدخين السجائر وتناول القهوة بكثرة وطبخ الطعام في البيت وفي لحظة وجد نفسه راقد على سرير المستشفى ولهذا ذهبت إلى طبيب الأعصاب الذي يعالجه (د.يوسف جمعه) وعرفته بنفسي وحدثته بأني أعرف مهنتك وهي تحكم عليك منعه من هذه الأمور لكن استعن بي بالجانب النفسي لأن والدي لو حرم من كل شيء يحبه فلن ينفعه اي علاج ولكن لو مضينا معه بالتدريج فستكون مدة العلاج أقصر وفعلاً أبدى تعاونه وكان متفهم جداً ومؤمن بعلم النفس وهذا ساعدني في حالة والدي وسمح له بتدخين (٢-٣) سيجارة في اليوم وتناول فنجان قهوة واحد يومياً بينما أستغربت والدتي وأقاربي مما أقوم به وعملوا على إخفاء السجائر لكني لم اتوقف عن طريقة علاجي واستمريت معه بمنحة إرادة المشي دون الأستعانة بعلاج طبيعي وقد عاد إلى صحته الجيدة.
  •  لا زالت مجتمعاتنا تشكوا من تكبر البعض في مهنة الطب ومهن آخرى فهل هم بحاجة إلى علاج نفسي؟
  • أي أنسان يعامل الآخرين بتكبر فهو بحاجة إلى علاج نفسي فالتواضع من سنن العلماء وهذه الحالات ممكن علاجها بجلسات ارشاد نفسي وليس أدوية لتخليصهم من مشاكلهم النفسية وتتضمن هذه الإرشادات الدين والأخلاق ولفت انتباههم بعدم التعالي على الناس وكذلك ممكن ان من يشتكي يعاني من النقص تجاه ذلك فيصفه بأنه متكبر ولهذا يجب الانتباه إلى ان المشكلة النفسية عند الأول أو الثاني.
  •  أيهما اكثر عرضة للإصابة النفسية من غيره (الرجال ام النساء)؟
  • النساء اكثر اقتناع بعلم النفس من الرجال لكن الإصابة تتعلق بحساسية الإنسان فكلما كان حساس اكثر كلما يكون أكثر عرضه من غيره وأيضا الإنسان المبدع لانه خيالي فعندما ينصدم بالواقع يقع في مشاكل نفسية.
  • – ما هي الخطوات التي تفعليها حين تعرضك لصدمة نفسية؟
  • أول خطوة أفعلها ابتعد عن مصدر الضغط فلو تعرضت لذلك في العمل أسرع إلى مغادرته وإذا كنت في وسط الآخرين أتركهم وأعمل أن لأ ألتقي بهم لفترة وثاني خطوة أتكلم مع شخص قريب مني وأن بحثت عنه لغرض إخراج ما في داخلي بغض النظر عن نصيحته أن كانت مقنعه لي أم لأ، المهم أني اتكلم ولا أكتم لأن الكتمان خطأ ويضرني وأما ثالث خطوة أرتاح لمدة أسبوع مثلاً حسب كمية الضغط وذلك للابتعاد عن التسرع والخطأ عند مواجهة الموضوع.
  •  ما أنطباعك حول تناول الإعلام العربي لهذا التخصص وهل ما زال يركز في الجوانب السلبية اكثر من الايجابية ؟
  • يوجد في الاعلام العربي من يعمل على نشر ثقافة علم النفس باستضافة متخصص ولكن هناك مشكلة من نوع آخر وهي برامج (التوك شو) التي تعرض في الليل وهي تنقل أخبار سلبية فالانسان يحتاج إلى أخبار جميلة قبل النوم لانه يثبت المعلومة والحالة الاخيرة تكون حالته عند صباح اليوم التالي ولهذا ادعوا إلى تغيير توقيت هذه البرامج لتعرض في وقت غير الليل.
  •  حققتي شيء نوعي في دمج علمك بالإعلام فهل من الممكن أن تحدثينا عن ذلك؟
  • عملت على علاج حالات بطريقة مباشرة لنشر ثقافة علم النفس والتعاون بين المراجع والطبيب وهو ما قدمته في برنامجي (افهموا بقى) الذي حقق صدى كبير لكنه بحاجه الى الدعم والاستمرار لا سيما وقد كرمت بسببه من مركز بحوث لندن حيث وجدتهم يهتمون بهذا العلم اكثر من مجتمعنا العربي .
  • – هل اعطيتي في روايتك (حكمة) كل ما في هذا العلم؟
  • حكمة رواية مهمة ومنتشرة في الخارج اكثر من الداخل لكنها لم تعطي كل شيء فيما يخص علم النفس بل تعتبر كورس نفسي مجاني حيث حاولت من خلالها تصحيح مفاهيم كثيرة في الحياة بصورة غير مباشرة لان الصورة المباشرة تكون ثقيلة.
  •  بعد نجاح (حكمة) هل توجد رواية جديدة ستطرح عن قريب ؟
  • اصدرت كتابي الجديد (أحضان السرير) وهو كتاب من نوع مختلف واما الرواية فأني انتظر تحول روايتي (حكمة) إلى مسلسل او فيلم كي اشرع بغيرها لان من وجهة نظري اصبحت القراءة قليلة في مجتمعاتنا واي رواية ترى النور حين تحولها إلى عمل درامي او سينمائي وهذا ما اتمناه لروايتي.
  • -ختاماً ما هي مشاريعك المستقبلية التي تطمحين إلى تحقيقها ومن تطلبين مساعدته ؟
  • أتمنى تحقيق نقطتين الأولى أن أجد من يتبنى (مركز الاستجمام النفسي) أو (مدينة السلام الداخلي) وهو مشروعي وهدفي الأكبر في رحلتي العلمية واطلب مساعدة مصر أو (صناع الأمل) لان الشيخ (محمد بن راشد) يهتم جداً في جوانب السلام حيث أعد جائزة محمد بن راشد للسلام وصناع الأمل لأن المشروع يحتاج إمكانيات دولة، والنقطة الثانية التي أتمنى تحقيقها هي تقديم أوبريت للأطفال كما كانت تقدم سابقا (صفاء ابو السعود – سعاد حسني) لأني أسعى لتقديم علم النفس عن طريق الفن والبرامج لأن هذه الوسائل هي الأكثر تأثيرا على الناس من الرسائل العلمية والكتب فعندما تشاهد مثلا أوبريت (صغير على الحب) لسعاد حسني ينقلك من حاله إلى حاله لاحتواءه هدف كبير ولهذا اتمنى أن أجد شخص يكتب بطريقة جميلة عن الأهداف التي أحاول إيصالها إلى الناس بتعاون منتج وملحن لنصنع عمل إنساني كبير يخدم المجتمع.

للتواصل لنشر أعمالكم وأخباركم ومشاكلكم بموقع الجريدة التواصل

 من خلال البريد الالكترونى :wawaziry@gmail.com

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock