
بقلم الدكتور حسام خلف الصفيحى
يقول الله تعالى :(قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها) لن ينمو الخير الا بترك الشر والزرع لا يزكو حتى يزال عنه الدغل فكذالك النفس والأعمال لا تزكو حتى يزال عنها ما يناقضها ولا يكون الرجل متزكيا الا مع ترك الشر فانه يدنس النفس ويدسبها ودسها :جعلها ذليلة حقيرة خسيسة ودسها أى أخفاها بالفجور والمعصية فالفاجر دنس نفسه أى قمعها وخباها وصانع المعروف شهر نفسه ورفعها لأن البخيل يخفى نفسه ومنزله وماله والحق أن مقومات تزكية النفس كثيرة ولافتة والمتأمل فى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرته يجد أن أكثر ما يقوم النفس ويصلحها مرتبط بصلاح القلب:فهو مدار الانسان يقول صلى الله عليه وسلم:(الا وان فى الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهى القلب)ولا تقف السنة النبوية عند التاكد على مكانة القلب فى التزكية والزهد والتطهر ومحلها من الخشية وانما تنحوا منحى أكثر وضوحا فى تحديد ماهية التقوى وعمل القلوب التى تصل بصاحبها الى أعلى الدرجات والمنازل فعن عبد الله بن عمرو قال:(قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم:أى الناس أفضل ؟قال:(كل مخموم القلب صدوق اللسان.قالوا:صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟قال:هو التقى النقى لا اثم فيه ولابغى ولا غل ولا حسد) وان صلاح القلب يأخذ بتلابيب صاحبه الى صلاح الجوارح وتزكية النفس ويكون العبد قد بلغ درجة التقوى وهى اساس التزكية فانه يدخل الجنة بأذن الله فد سئل النبى صلى الله عليه وسلم:(ما أكثر ما يدخل الجنة؟قال:(التقوى وحسن الخلق).وسئل ما أكثر ما يدخل النار؟قال:(الأجوفان الفم والفرج)جعلنا الله وياكم من اللذين زكو انفسهم