ميزان الأمن القومي العربي ما بين العرب وغير العرب

بقلم د.محمد عبد العزيز
كاتب وباحث اقتصادي ومتخصص في الشئون الأفريقية
.الأمن القومي هو مفهوم أمني شامل لكل الدوائر التي تهدد أو يمكن أن تهدد قومية معينة في دولة أو إقليم ما ، يعتبر الأمن القومي العربي أحد أهم محاور الأمن القومي لدولة مصر ، حيث أن كل دول الجوار لمصر لها مع مصر علاقات تاريخية ومصير مشترك ولهم جميعا لغة واحدة ، وتزايدت تدخلات القوميات غير العربية الإيرانية والتركية والعبرية في شئون الدول العربية منذ ما يعرف بالربيع العربي وصولا لموافقة البرلمان التركي مؤخرا على إرسال قوات عسكرية لتنضم للمتطرفين في ليبيا منعا لسقوط تلك الجماعات المتطرفة أمام الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر ، وتعد الحدود الغربية لمصر مع ليبيا حدود برية ممتدة بطول ١١١٥ كم وهذا يستلزم تأمين مصر لحدودها مع ليبيا ولن تترك مصر ليبيا تسقط في يد أطماع الأتراك ولن تترك مصر ليبيا تسقط في يد الجماعات التكفيرية والمتاجرين بالدين . لمصر سياسة ثابتة تجاه الدول العربية تشمل ما يلي : اولا :عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية ثانيا :تدخل مصر في أي قضية من قضايا الدول العربية يكون في الإطار الذي يدعم الأمن القومي العربي ككل ثالثا :مصر تسعى لعمل تحالفات عربية ودولية لمنع تدخلات القوميات غير العربية في الدول العربية رابعا :مصر تسعى لوقف المخطط لتقسيم الدول العربية وتحويل الدول العربية لمنطقة استقرار ونفوذ للجماعات التكفيرية والمتاجرين بالدين . أصبح لإيران نفوذ وقوات مسلحة تابعة لها في أكثر من بلد عربي مثل لبنان واليمن والعراق وسوريا فضلا عن الفتنة النائمة في البحرين وأصبحت رسائل الولايات المتحدة الأمريكية لإيران ونفوذ إيران عن طريق العرب وعلى حساب العرب فمقتل القيادي الإيراني البارز في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني منذ ساعات قليلة قرب مطار بغداد الدولي إنما هو مواجهة بالوكالة فمن يدفع الثمن هم العرب سواء في العراق أو غيرها ولن تجرؤ إيران على تهديد مصالح الولايات المتحدة الأمريكية أو مصالح الدولة العبرية “إسرائيل” فلم تواجه إيران بقواتها المنتشرة في لبنان تحت ما يسمى بـ “حزب الله” دولة إسرائيل الا عندما تغلغت إسرائيل في العمق اللبناني فكان هذا دفاعا عن النفس وليس محاربة للكيان الصهيوني أو لتواجده على أراضي عربية محتلة منذ عام ١٩٤٨ وتوسعات الكيان الصهيوني على الأراضي العربية منذ ١٩٦٧ التي لا يعترف بها كأمر واقع إلا إسرائيل والرئيس الأمريكي ترامب ، كل هذا في ظل مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد الذي ظهر مع مفاهيم الفوضى الخلاقة التي نشرت الحديث عنها إدارة بوش الإبن في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر وهذا الشرق الأوسط الجديد يضم بالإضافة إلى منطقة الدول العربية كلا من أفغانستان وباكستان وإيران بهدف تفتيت وإضعاف الكتلة الصلبة للعالمين العربي والإسلامي لتخرج إسرائيل كدولة صغيرة المساحة تخرج قوية باقتتال كل الدول من حولها دون أن توجه أي جماعة تدعي الحرب باسم الإسلام طلقة واحدة تجاه إسرائيل وفي ذات السياق تدعم إسرائيل ودول حلف الناتو دولة من دول حلف الناتو لتكون الممثل الرسمي للدول الإسلامية من خلال مبدأ إستعادة الخلافة العثمانية والتي لم تكن خلافة إسلامية بل استعمار تركي بعيد كل البعد عن الإسلام ومقاصده السمحة والكريمة وأكبر دليل على أن العالم تحكمه المصالح الاقتصادية بالمقام الأول هو إبرام حكومة جماعة الإخوان حكومة السراج أو حكومة الوفاق في ليبيا صفقة لشراء القمح من روسيا في ذات الوقت الذي تتهم فيه أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية روسيا بدعم اللواء خليفة حفتر وفي ظل تلك الأحداث التي تهدد الأمن القومي المصري والأمن القومي العربي ككل تظهر دويلة قطر في نموذج فريد من نوعه في توازنات القوى السياسية معتمدة على قوة السلاح الأمريكي بتواجد أكبر قاعدة عسكرية أمريكية على أراضيها ومعتمدة على قوة المال في دعم أي جماعة أو حزب أو تيار أو حركة داخل أو خارج اي دولة عربية أخرى وتعتمد قطر أيضا على وسائل الإعلام الموجه لتشويه صور أنظمة دول عربية بعينها وبث روح الإنهزام والضعف في شعوب تلك الدول ومؤخرا أعلنت قطر تأييدها الداعم والمستمر لحكومة الوفاق في ظل تحالف تلك الحكومة المؤقتة التي تقوم بتسيير الأعمال ولا تمثل كامل الشعب الليبي مع الحاكم بأمره التركي ، كل ما تقدم يؤكد أنه على دول المقاطعة لقطر عدم التراجع وعلى كافة الدول العربية أن تزن قوتها في مقابل قوى إيران وقطر وتركيا وإسرائيل لمعرفة كيف ترجح القوة العربية حتى لا يختل التوازن العربي في الحفاظ على الأمن القومي العربي في مواجهة الدول والقوميات غير العربية أو في مواجهة بعض الدول العربية أسما وغير العربية فعلا لأنها تعادي إستقرار الدول العربية وبقائها متماسكة وقوية وتوجه كل مقومات قوتها ضد العرب مثل قطر التي ترحب بتركيا وإسرائيل وإيران وتعادي الدول العربية ولا تنتقد في الإعلام القطري أنظمة الدول الحليفة لها في تركيا وإسرائيل وإيران بينما يتفرغ الإعلام القطري لتشويه صورة الدول العربية وأنظمة الدول العربية .

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock