استشهد عشرات الفلسطينيين وأصيب أكثر من ١٨٠٠ فلسطينى بالرصاص الحى أمس فى مجزرة إسرائيلية جديدة تزامنت مع افتتاح السفارة الأمريكية فى القدس المحتلة، كما حدثت حالات اختناق فى مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلى قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل فى أكبر المواجهات دموية منذ أسابيع.
وحضر زعماء إسرائيليون ووفد أمريكى ضم وزير الخزانة ستيفن منوتشين وإيفانكا ابنة الرئيس دونالد ترامب وزوجها جاريد كوشنر مراسم افتتاح السفارة. وقال الرئيس الامريكى دونالد ترامب للحاضرين فى رسالة مسجلة خلال افتتاح السفارة أن أمريكا تظل ملتزمة تماما بتسهيل اتفاقية سلام دائم، وأشاد رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نيتانياهو بنقل السفارة الامريكية إلى القدس ، معتبرا أن ذلك يشكل «يوما عظيما لاسرائيل». وكتب -على تويتر -قائلا «يا له من يوم مؤثر لشعب إسرائيل ودولة إسرائيل».
ووضع الجيش الاسرائيلى قواته فى حالة تأهب قصوي. وضاعف عدد وحدات قواته حول قطاع غزة، وفى الضفة الغربية المحتلة، وتمت تعبئة نحو ألف شرطى اسرائيلى فى القدس لضمان الامن فى السفارة ومحيطها.
ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية وشرطية إضافية إلى وسط مدينة القدس المحتلة، خاصة فى المناطق المتاخمة لسور القدس التاريخى والممتدة من جهة باب الخليل مرورا بأبواب الجديد والعامود والساهرة والأسباط وصولا إلى باب المغاربة ومنطقة النبى داوود، فضلا عن إطلاق منطاد رادارى استخبارى وعددا من المروحيات فى سماء المدينة.وألقت طائرات الاحتلال الإسرائيلى أمس، قنابل حارقة فوق رؤوس المواطنين المشاركين فى مسيرات العودة الشعبية السلمية ومراكز الخيام على امتداد السياج الحدودى شمال وشرق قطاع غزة، فيما قامت قوات الاحتلال بالتشويش على الاتصالات عبر الهواتف الخلوية، بواسطة أجهزة تحكم، مما تسبب بحالة إرباك لدى المواطنين فى القطاع منذ ساعات صباح أمس.
وكانت القناة الإسرائيلية العاشرة قد نقلت عن مسئول فى البيت الأبيض (لم تسمه)، قوله إن إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ستطرح الرؤيةً الأمريكية الجديدة لتسوية القضية الفلسطينية والمعروفة إعلاميًا بـ»صفقة القرن» خلال الاحتفالات.
ومن جانبها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن قوات إسرائيلية أطلقت قنابل غاز وأخرى حارقة بشكل مكثف باتجاه خيام العودة المقامة على بعد مئات الأمتار من السياج الفاصل. وأضافت أن عشرات الشبان الفلسطينيين اجتازوا السياج الحدودى الفاصل شرق غزة وأضرموا النار فى إطارات سيارات فى الجانب الإسرائيلى من الحدود.
ومن جانبها، أطلقت السلطة الفلسطينية أمس نداء عاجلا لجميع دول العالم ومنظماته للعمل على إيقاف «المجزرة» الإسرائيلية ضد المتظاهرين الفلسطينيين شرق قطاع غزة، وقال جواد عواد وزير الصحة الفلسطيني- فى بيان – إن على جميع دول العالم التى تتغنى وتدعم حقوق الإنسان، الوقوف بشكل جدى لحماية المدنيين العزل.
وأضاف أن عدد القتلى والمصابين الفلسطينيين فى ازدياد مضطرد، وهو مؤشر خطير يكشف عن نية إسرائيلية لإيقاع أكبر قدر من الضحايا فى صفوف المتظاهرين المدنيين.
وكانت الهيئة الوطنية لمسيرة العودة قد دعت إلى أكبر تجمع شعبى أمس على الأطراف الحدودية ضمن ما أسمته «يوم العبور». ومنذ صباح أمس بدأ آلاف الفلسطينيين بالتوافد إلى المناطق الحدودية الشرقية عبر حافلات تم تجهيزها فى المفترقات والميادين العاملة. و فى رام الله ،قال رامى الحمد الله رئيس الوزراء الفلسطيني، أمس، إنه على العالم أن يدرك بعد ٧٠ عاما على نكبة الشعب الفلسطيني، أنه لا يمكن لأى قرارات أو ممارسات عنصرية أن تمحو شعبنا أو تقتلعه أو تسقط حقوقه التاريخية.
مصر تدين استهداف المدنيين وتؤكد أن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية
أعربت مصر أمس عن إدانتها الشديدة لاستهداف المدنيين الفلسطينيين العزل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما أوقع عشرات الشهداء وما يزيد عن ١٨٠٠مصاب.
وأكد بيان للخارجية أمس رفض مصر القاطع لاستخدام القوة فى مواجهة مسيرات سلمية تطالب بحقوق مشروعة وعادلة، محذرا من التبعات السلبية لمثل هذا التصعيد الخطير فى الأراضى الفلسطينية المحتلة.
وأوضح البيان دعم مصر الكامل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها الحق فى إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.