اشد ماتصاب به الامم من نكبات هو ياسها من نفسها وشعورها بان امورها قد وصلت من السوء الى حد لايستطاع معه اصلاحها وان كبوتها وصلت الى الحضيض فلا نهوض لها من بعدها وان كل يوم يمضى عليها هو شر من سابقه وخير من لاحقه شعور الاءمة بهذا ومتلاء نفوسها به من شانه ان يفت فى عضدها وان يصور لها المستقبل فى صورة قاتمة مظلمة وان يساعد على تقويض بنيانها ويعجل بزوالها من الوجود والامر فى الافراد وان كان كذلك ولكنه اقل خطرا واصعف اثرا وايسر علاجا فان الفرد اذا يءس لم تمت الامة بموته الامة ولم تضطرب باضطرابه. ها نحن نرى افراد يياسون فيستسلمون للموت الادبى اويقدمون على الانتحار فيذهبون حيث اختاروا لانفسهم ولاتكاد الامة او الحياة الاجتماعية تشعر بهم وقد يجد الافراد من امتهم او اسرتهم او اصحابهم اوذوى المروءة فى مجتمعهم من ياخذ بايديهم وينتزعهم من بين احضان الياس ويفتح امامهم مجال الامل والعمل اما الامم فانها اذا فقدت الثقة بنفسها ويءست من استقامة احوالها وقدرتها على معالجة امراضها لم تلبث ان تدخل فى سكرات الموت وتعالج منها الكروب والاهوال حتى تموت ولن تجد من يحول بينها وبين هذا المصير ان المؤمن بخير وان عدت عليه العوادى ونزلت بساحته الاحداث وما كان ضعفه الاتمحيصا وتهذيبا سيخرج منه ان شاء الله. قوى ذو عزة ومنعة ان المؤمن فيه دلاءل نهضة فى العلم والقوة والتضحية تبشر بمستقبل سعيد وحياة طيبة فليترفق الكتاب والخطباء والدعاة بانفسهم واهليهم واليعترفوا بنواحى القوة والحيوية والنهوض فى امتهم وليصوروا لهم المستقبل فى صورة جميلة تشرح الصدر وتحيى ميت الامال وترفع الهمم فى طريق التقدم وناخذ النهى من هذه الاية الكريمة (ولاتياسوا من روح الله انه لايياءس من روح الله الا القوم الكافرون). فعلينا ان نعمل على احياء الامال فى نفوس الناس واسعادهم وتشجيعهم حفظ الله امتنا مصر الغالية