مقالات الكُتاب

الناس بين المادح والناصح

بقلم : د حسام خلف الصفيحى

من الحقائق التى يجب أن ترسخ فى العقول والقلوب أن الناس اما مادح واما ناصح وخير الاثنين هو الاخير والمدح سلاح خطير ينحرف به صاحبه فيخرب ويدمر وفى المجتمع أناس كالعلق يمدحون كل الناس ويجملون لهم العيوب ويقلبون سيئاتهم الى حسنات ليخدعوهم عن أنفسهم ويغرروهم بذواتهم وينالوا ما يريدون وبذلك المدح الكاذب وهذا هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يبين خطر المدح الكاذب والثناء المسرف فيقول:(اياكم والمدح والتمادح فانه الذبح)ويحذرونا من أولئك المداحين الذين يتخذون المدح عادة وصناعة وتجارة بلا صدق اواتصاف فيقول:(اذا رأيتم المداحين فاحثوا فى وجوههم التراب)لقد سمع-صلوات الله وسلامه عليه-رجلا يسرف ويبالغ فى مدح أخر فقال له:(قطعتم ظهر الرجل)ولقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يبايع كل فرد يدخل الاسلام على ان ينصح لكل مسلم ويقول:(اذا استنصح أحدكم أخاه فلينصحه)ولا عجب فألمؤمن أخو المؤمن والمؤمن مرأة أخيه والنصيحة الصادقة لون من ألوان التعاون وعندما تولى عمر بن عبد العزيز رضوان الله عليه الخلافة فقد أحضر عمرو بن مهاجر وكان رجلا فقيها بصيرا داعية وأمره بأن يلازمه وقال له:(يا عمرو اذا رأيتنى قد ملت عن الحق فضع يدك فى تلابيبى ثم هزنى ثم قل لى ماذا تصنع)فلينظر كل منا أن يكون من الاثنين مادح امعة تضيع ذاته وشخصيته فى مدح غيره واما ان يكون ناصح معتصم بحبل الله داع الى صراط الله جعلنا الله واياكم من الناصحين لله ولرسوله وللمؤمنين

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock