وجدى وزيرى
فى ملحمة بطولية لقوات الأمن وجهت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية أمس ضربة قوية للعناصر الإرهابية ثأرا لدماء رجالها الذين استشهدوا الأسبوع الماضى بطريق الواحات حيث أسفرت الضربة الاستباقية المباغتة عن مقتل 13 من العناصر التكفيرية شديدة الخطورة فى دهم لإحدى مزارع الاستصلاح الكائنة بالكيلو 47 بطريق أسيوط الخارجة التى اتخذها الإرهابيون مخبأ لهم للإعداد والتجهيز لعمليات تخريبية وتدريب العناصر المستقطبة لاعتناق أفكارهم التكفيرية.
حيث توجهت مأمورية من قطاعات الأمن الوطنى والعام والعمليات الخاصة لدهم وكر الخلية الإرهابية وبمجرد وصول القوات استشعرت العناصر الإرهابية وجودهم وبادرت بإطلاق النيران عليهم فبادلتهم القوات إطلاق الرصاص ونجحت فى تصفية 13 منهم وضبط كميات من الأسلحة والذخيرة، جاء ذلك تنفيذا لتوجيهات اللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية بمواصلة ملاحقة العناصر الإرهابية الهاربة والمتورطة فى تنفيذ عمليات العنف التى شهدتها البلاد خلال الفترة الأخيرة.
وأعلنت وزارة الداخلية فى بيان لها أنه قد تم على مدار الأيام الماضية تنشيط المصادر المتعاونة ودفعهم لرصد أى معلومات حول أماكن تردد وتمركز العناصر المشتبه بها.. خاصةً الواقعة بمزارع الاستصلاح الكائنة بالمناطق النائية بمحافظات الجيزة والوجه القبلى باعتبارها ملاذا آمنا لتلك العناصر للاختفاء والتدريب لتنفيذ مخططاتهم العدائية، وقد كشفت عمليات المتابعة ومعلومات قطاع الأمن الوطنى عن تمركز مجموعة من العناصر الإرهابية بإحدى مزارع الاستصلاح الكائنة بالكيلو 47 بطريق أسيوط/الخارجة واتخاذهم من أحد المنازل بها مأوى مؤقتا لهم بعيداً عن الرصد الأمنى لاستقبال العناصر المستقطبة حديثاً لتدريبهم على استخدام الأسلحة، وإعداد العبوات المتفجرة قبل تنفيذ عملياتهم العدائية.

وقد تمكنت القوات فجر أمس من استهداف المزرعة المشار إليها عقب استئذان نيابة أمن الدولة العليا بمشاركة كل أجهزة الوزارة المعنية وحال اتخاذ إجراءات حصار المنطقة المحيطة بها فوجئت القوات بإطلاق أعيرة نارية تجاهها بكثافة مما دفع القوات للتعامل مع مصدر النيران، وأسفرت عمليات التمشيط عقب السيطرة على الموقف عن العثور على 13جثة من العناصر الإرهابية يرتدى بعضهم ملابس عسكرية.. كذلك تم ضبط حزامين ناسفين، سلاح متعدد و7 بنادق آلية ، وطبنجة حلوان عيار 9 مم طويل، وكمية كبيرة من الذخيرة مختلفة الأعيرة و مبلغ 1750 جنيها مصريا، بالإضافة إلى بعض الأوراق التنظيمية.
وأضاف البيان انه خلال الاشتباكات الأمنية مع العناصر الإرهابية وقعت بعض التلفيات بإحدى مدرعات قطاع الأمن المركزى المشاركة فى المأمورية ، وقد تم إخطار نيابة أمن الدولة العليا بالواقعة.
وأكدت وزارة الداخلية فى بيانها عزمها على المضى قدماً لأداء واجبها فى حماية الوطن والمواطنين والتصدى للعناصر الإرهابية التى تستهدف النيل من استقرار البلاد.
وقد شهدت الأيام الماضية بعد حادث الواحات الإرهابى الذى استشهد فيه 16 من أبطال الداخلية جهودا مكثفة من الأجهزة الأمنية للثأر لشهداء الوطن وتجفيف منابع الإرهاب حيث تم الدفع بقوات أمنية على كفاءة عالية لمطاردة العناصر الإرهابية التى تتخذ من الظهير الصحراوى الغربى مأوى للاختباء عن أعين الشرطة، حيث تم إغلاق طريق أسيوط الوادى الجديد ووقف حركة السفر عليه فى اثناء الاشتباكات مع العناصر الإرهابية حرصا على أرواح المواطنين والدفع بعدد كبير من سيارات الإسعاف تحسبا لوقوع مصابين من أبناء الشرطة، وكذا الدفع بقوات شرطية مدعمة بعربات مصفحة ومدرعة لتمشيط جميع الطرق المؤدية إلى الطريق الصحراوى لضبط أى عناصر اجرامية قبل محاولتها الهروب. وتعد تلك الضربة الاستباقية الناجحة هى واحدة من سلسلة ضربات وجهتها أجهزة الأمن أخيرا لحماية الوطن والثأر لمن استشهدوا من رجال الأمن .
فى الوقت نفسه انتقل فريق من نيابة أمن الدولة العليا لإجراء معاينة لمكان الحادث ومناظرة جثامين القتلي، ومعاينة الأسلحة التى تم العثور عليها، وطلبت النيابة بإشراف المستشار خالد ضياء الدين المحامى العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا تحريات الأجهزة الأمنية حول القتلى وانتماءاتهم التنظيمية، كما قررت إجراء تحاليل الحامض النووى DNA لتحديد هويتهم.
«حيوهم» .. هدية لأرواح الشهداء
هم شهداء حفروا حروف أسمائهم بالنور فى ذاكرة التاريخ ولن ينساهم أحد وتخليدا لهم وعرفانا بتضحيتهم وتمجيدا لأرواحهم التى قدموها قربانا لأرض الكنانة وماتوا كى تحيا مصر ، فقد أهدت إليهم وزارة الداخلية كلمات اثنت على ماقدموه فداء للوطن فهم حاربوا على كل جبهة وماتوا من اجل تراب مصر وتلقت صدورهم رصاصات الغدر بدلا من أبناء الشعب الطيبين ، حيث أنتج قطاع الإعلام والعلاقات بوزارة الداخلية أغنية مصورة هدية لأرواح شهداء الوطن بعنوان «حيوهم»، للتأكيد على أن ذكراهم ستظل فى قلب ووجدان كل مصرى وأن الثأر لهم واجب لن يتم التخلى عنه.