وجدى وزيرى
وافق مجلس النواب، بأغلبية أعضائه على قرار رئيس الجمهورية رقم 510 لسنة 2017 بإعلان حالة الطوارئ فى جميع أنحاء البلاد لمدة ثلاثة أشهر، تبدأ من صباح يوم الجمعة الماضي، وأكد رئيس مجلس النواب الدكتور على عبدالعال أن إعلان حالة الطوارئ هو إجراء ضرورى لحفظ أمن الوطن واستقراره ولمواجهة الأعمال الإرهابية التى تعرقل مسار التنمية، شأننا فى ذلك شأن ديمقراطيات راسخة تتخذ منه وقاءً ودرعًا لأمنها وسلامتها.
كان الدكتور على عبد العال قد دعا اللجنة العامة بالمجلس لاجتماع عاجل امس عقب البيان الذى ألقاه المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء والذى عرض خلاله الأسباب التى دعت الى إعلان حالة الطوارئ حيث عقدت اللجنة العامة اجتماعها امس بحضور وكيلى المجلس وباقى أعضاء اللجنة العامة، والمستشار عمر مروان وزير شئون مجلس النواب، والمستشار أحمد سعد الدين الأمين العام للمجلس .
واستعرضت اللجنة ما تضمنه قرار رئيس الجمهورية من أحكام ، وما تضمنه بيان رئيس مجلس الوزراء من أسباب دعت إلى إصداره، وكذلك الأحداث الإرهابية التى شهدتها البلاد سواء فى الواحات البحرية بالصحراء الغربية، أو بالعريش فى سيناء بوابة مصر الشرقية، أو ما وقع فى عمق البلاد فى الدلتا أو فى الصعيد من قبل، راح ضحيتها العديد من ابناء الوطن من رجال القوات المسلحة والشرطة الذين قدموا أرواحهم فداء لتراب الوطن.
وأكدت اللجنة أن الوجه القبيح للإرهاب، الذى يطل برأسه متزامنًا مع كل إنجاز تشهده البلاد يعنى أن أعداء الإنسانية هؤلاء لا يستهدفون أمن واستقرار مصر فقط بل يستهدفون أيضًا إجهاض عملية التنمية الشاملة فى البلاد.
وخلال عرضه تقرير اللجنة أكد اللواء كمال عامر رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى أن عمل قوات الأمن سيمكنها فى ظل قانون الطوارئ من تجفيف منابع الإرهاب والسيطرة على قنوات الاتصال الإلكترونية ، كما أن ظروف وملابسات البلاد فى الوقت الحالى تتطلب إعلان حالة الطوارئ تأمينا لسلامة الوطن والمواطنين، مشيرا إلى أن رئيس مجلس الوزراء تعهد أمام البرلمان بألا يتم استخدام التدابير الاستثنائية إلا بالقدر اللازم لمواجهة الإرهاب وعدم استخدامها للمساس بأى من الحريات العامة للمواطنين أو الانتقاص من حقوقهم.
وفى بداية الجلسة، قال الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب إن الحادث الارهابى الذى شهدته منطقة الواحات الجمعة وراح ضحيته مجموعة من خيرة ابناء الوطن سعى مرتكبوه من خلاله الى اضعاف ثقتنا فى انفسنا ولن يستطيعوا ذلك فى ظل تماسكنا ووقوفنا خلف قيادتنا وقواتنا المسلحة مساندين لهم.
وأضاف أن الحرب ضد الارهاب طويلة ولكن لن ينجح هؤلاء فى قتل الأمل داخلنا ولن ينالوا من ثقتنا فى شرطتنا وجيشنا، وشدد على أن البرلمان على أتم الاستعداد لمساندة رجال القوات المسلحة والشرطة بجميع الصور ودعمه فى الحرب على الارهاب.
ودعا عبد العال لجنة الشئون التشريعية للانعقاد بشكل عاجل لانجاز مشروع قانون رعاية أسر ضحايا ومصابى العملية الإرهابية وإنشاء صندوق خاص لتمويله ليعرض وغيره من القوانين الداعمة للقوات المسلحة والشرطة خلال الجلسة العامة للبرلمان فى اسرع وقت وإقراره، مشددا على أن خطط التقسيم لا تزال عقيدة عند البعض، والخطر لايزال قائما وهناك البعض اعتقد واهما ان الأمور تسير على ما يرام.
وأكد رئيس مجلس النواب، خلال الجلسة التى خصصت لمناقشة تداعيات الحادث الغاشم الذى شهده طريق الواحات وراح ضحيته عدد كبير من أبطال الشرطة البواسل، أن الشريعة الإسلامية كرمت الإنسان وحرمت الاعتداء على نفسه وعلى ماله.
وقال عبدالعال إنه فى ظل هذه الظروف المحيطة والاوضاع الامنية الدقيقة التى تعيشها مصر أصبح قانون الطوارئ لا غنى عن العمل به فى هذا الوقت، مشيرا إلى أنه قد سبقنا فى ذلك العديد من الدول الديمقراطيه ولكنها قننت كل الاجراءات فى قانون سمى مكافحة الارهاب. وتابع: فى ظل هذه الظروف خرجت اصوات من الرافضين لقانون الطوارئ وهم لا اعتبرهم مصريين، ولكنهم عاشوا معنا فى هذا الوطن يتكسبون من ثرواته وخيراته، ويرفضون اى اجراء لحماية الوطن.
وأكد عبدالعال أن قانون الطوارئ لا يوجه للأبرياء ولكن يقصد به الإرهابين وعصابات الظلام الذين كرهوا الحياة وحقدوا على الوطن وأهله.
وشدد عبدالعال على وقوف مجلس النواب بكل اعضائه خلف القيادة السياسية والقوات المسلحة والشرطة المدنية فى حربهم لمواجهة الارهاب، مشيرا الى أن الحرب ضد الإرهاب طويلة ويجب ان نعد أنفسنا لذلك ولن يقتل هؤلاء الارهابين فى داخلنا الامل ولن يستطيعوا هزيمتنا وإننا لمنتصرون .
وأكد أن مصر تواجه ارهابا اسود تقوم به جماعات مناهضة للحياة تشوه وجه الاسلام السمح الذى لا يقر أبدا الاعتداء على الأبرياء وتسعى لاضعاف ثقة الشعب وعزيمة ابنائه واحباطه. وأشار الى أن تلك القوى تعلم بصعوبة النيل من هذا الشعب الا من خلال إضعافه وتفككه، مشددا على استحالة ذلك، قائلا «اليوم هو يوم الاصطفاف والقصاص»، جاء ذلك تعقيبا على كلمة النائب مجدى ملاك الذى دعا لتوحد الشعب بكل فئاته وتياراته السياسية وإشارته الى أن اليوم هو يوم الاصطفاف ونبذ أى خلافات.
ومن جانبه، أكد رئيس مجلس الوزراء المهندس شريف إسماعيل أن الحكومة وافقت على فرض حالة الطوارئ فى ضوء الظروف التى تمر بها مصر فى المرحلة الراهنة، ولفت إلى أن إعلان حالة الطوارئ إجراء ضرورى شأننا فى ذلك شأن ديمقراطيات راسخة ارتأت فى إعلان حالة الطوارئ ضرورة لحفظ أمنها واستقرارها فى مواجهة الأعمال الإرهابية التى تستهدفها.
وتعهد إسماعيل، فى بيان ألقاه أمام الجلسة العامة لمجلس النواب، ألا تمس الإجراءات الاستثنائية فى حالة الطوارئ حريات المواطنين، مضيفا ليشهد العالم كله أن مصر كانت وما زالت تحارب الإرهاب وتدفع ثمنا باهظا من دماء أبنائها الطاهرة.
وقال رئيس مجلس الوزراء إن القوات المسلحة والشرطة تواجه إرهاباً لا دين له ولا وطن، وإن تضحيات الشرطة والجيش ستظل نبراساً يليق بمصر وشعبها، فمصر لن تنسى أبطالها. وأضاف أن الإرهاب يطل مع كل إنجاز تحققه البلاد فأعداؤها يستهدفون إجهاض جهود التنمية بها، والعمليات الإرهابية تعنى أننا ماضون فى الطريق الصحيح.
وأشار إلى أنه فى ضوء الظروف التى تمر بها مصر فى المرحلة الراهنة، اتخذ مجلس الوزراء قراراً بالموافقة على إعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر على النحو الوارد بقرار رئيس الجمهورية رقم 510 لسنة 2017».
ودعا رئيس مجلس الوزراء البرلمان للموافقة على القرار، مؤكدا أن إعلان حالة الطوارئ هو إجراء ضرورى سائد فى الديمقراطيات الراسخة، وأنه فى حالة مصر ضرورة لحفظ أمنها واستقرارها ومواجهة الأعمال الإرهابية التى تعرقل مسيرتها مع التأكيد على عدم المساس بحقوق المواطنين أو الانتقاص من حرياتهم التى ينص عليها الدستور.
وفى سياق متصل، طالب النائب السيد الشريف وكيل مجلس النواب بالاسراع بإصدار قانون الرعاية الكاملة من الدولة المصرية لأسر الشهداء، وان يوضع هذا القانون فى أوليات عمل البرلمان، وتقدم الشريف بخالص العزاء لشعب مصر العظيم ولأسر هؤلاء الأبطال شهداء مصر وإلى ضحايا هذا الحادث الأليم، وأقول لهم نحن نقف جميعا مؤسسات الدولة صفا واحدا خلف القوات المسلحة والشرطة المصرية وهذا الأمر لن يسنينا عن الوقوف بقوة خلف خير أجناد الأرض.
كما طالب النائب سليمان وهدان وكيل المجلس بتسخير جميع امكانات الدولة والتسليح المناسب لمواجهة تلك الحرب الحقيقية التى نواجهها من ارهاب تقف خلفه دول كبيرة تسعى لاسقاط مصر، مشددا على ضرورة ضمان توفير غطاء جوى لكل العمليات العسكرية خاصة تلك التى تتم بالمناطق الصحراوية.
وقدم النائب محمد السويدى رئيس ائتلاف دعم مصر العزاء للمصريين فى فقدهم العظيم، وشدد على دعم المجلس للقوات المسلحة والشرطة فى مسيرتهم لمحاربة الارهاب. وقال النائب مصطفى بكرى ان مصر دائما هى مفتاح افشال مخطط التقسيم فى المنطقة وحائط الصد امام ضرب الدولة المصرية الحديثة، وان الشرطة المصرية قوية وحمت مصر فى أشد الأوقات ولم يتركوا الساحة وهذه هى حال الأبطال الذين راحوا الواحات وان هذه هى لحظة الالتفاف الوطنى .
