الاديبة شذا نصار تكتب كوكبنا الجديد

كوكبنا الجديد :
يا ترى … ! هل سيتمكن هذا اللامرأي من تغيير طبيعة كوكب الأرض !… ماهو إلا واحد من أصغر كائنات عاشت على وجه هذا الكوكب الجميل … الذي استلم قيادته ابن آدم، عندما أثبت أنه الأقوى ، فحكم العالم … ووضع الكائنات الأخرى تحت سيطرته … تلك لغذائه ، وأخرى للباسه…
الغابات ملكه ، ووحوشها أسرى له … حيوانات في طريق الانقراض ، وأنهار تقطعها السدود لأن حدود الوهم فصلت بين أطماع البشر…وجعلت لهم حصناً يقيهم شرور بعضهم ، فسرقوا من الطبيعة دورها … و أخلّوا بتوازنها البيئي … و قلة منهم تريد الهيمنة على مقدرات البشر والحجر بالاستيلاء على ما في باطنها ، وما في سطحها … وصار الإنسان عدو الطبيعة …
فلماذا لا تنهيه لإنقاذ هذا الكوكب البديع الذي شوهه الاسمنت ، و جرده من غاباته واخضرار ه … صارت الغابات بقعاً على خارطة الكرة الأرضية ، والحيوانات سجناء محميات …
وطفى الإنسان … آلياته تسير على الأرض ، و تطير في السماء ، وتسبح على وجه الماء وفي عمق المحيطات … و أقماره ، وصواريخه ، ومصانعه ، أخَلَّت بالحرارة والأوزون … وكل سبل الحياة
اختراعاته الشيطانية جلبت الانفجارات ، فخربت وقتلت عوامل الوجود والحياة على هذا الكوكب المميز .
كان لا بد من وقف هذا التجبر و الطغيان … ومن أضعف خلق الله دب الخوف في البشر ، وانتشر الوباء القاتل ، ليغير طبيعة الكون في انقلاب هائل ربما أودى ألى يوم القيامة ،حيث يختفي الإنسان ……
ليبقى ابن آدم في هذا الكون ، عليه أن يعيد النظر في طريقة حياة البشر … عليه ان يحسب لكل الكائنات حسابه ،وأن يفكر بعالمية الكون بكل جدية .
اليوم على البشر أن يوقفوا كل أعمالهم ،و يتفرغوا للقضاء على هذا الصغير الذي دخل بنجاح إلى جسم الكائن المستعمر لكرة الأرض .
لا أهمية لشيء إلا في توحيد جهودهم لإيجاد العلاج …………
حتى بعد انتصارهم على المرض ، لن يكون الأخير ،مالم يعتدل البشر في طريقة حياتهم لمعرفة ما المسموح لهم على وجه الأرض .
سنكون منذ الساعة في كوكب جديد ، تتغير العادات الاجتماعية فيه ، و ستختلف التقاليد …
شوهت الاحتفالات ، واختفت التجمعات …حتى في حفلات التنصيب … الكورونا هو الرئيس .
وفي التتويج سمي هو الملك …
سوف يتغير التاريخ … وسوف ندون في كتبنا ما قبل الكورونا ، وما بعد الكورونا .
نحن اليوم في عهد ما بعد الكورونا … في كوكبنا الجديد .

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock