السيسى: لدى قناعة بأن التعليم أساس تقدم أى أمة .. وتوجيه ميزانية الدولة للتعليم فقط لن يتحمله المصريون .. مصر عايشت ثورتين وصلت خلالهما إلى مرحلة تردٍ كبيرة..«وإحنا بادئين من تحت قوى
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن لديه قناعة تامة بأن التعليم يمثل الأساس فى تقدم أى أمة إلا أن مصر لديها 100 ألف فصل و20 مليون طالب ، مشيرا إلى أن تكلفة إنشاء مليون فصل دراسى جديد تمثل تكلفة باهظة على ميزانية الدولة.
وأضاف الرئيس السيسي ـ خلال مشاركته فى ورشة عمل حول التعليم المدمج ورؤية الشباب حول إصلاح منظومة التعليم قبل الجامعي ـ أنه رأى تجارب لدول، قام بزيارتها، وضعوا التعليم أولوية قصوى لهم، وتساءل «يا ترى المصريين كانوا هيستحملوا لو كل الفلوس الموجودة تتحط فى موضوع واحد فقط؟».
وأشار الرئيس إلى أن التعليم ليس معرفة علمية فقط ولكن صياغة شخصية أيضا، موضحا أنه يرغب أن يتعلم الطفل مجموعة سلوكيات متكاملة حتى يصل سن 18 عاما لتكون لديه مجموعة متكاملة من القيم والمبادئ والمعرفة.
وأضاف الرئيس أن احدى الدول التى اطلع على تجربتها وضعت التعليم كأولوية، مشيرا إلى أن ذلك الامر لو كان قد تم تطبيقه فى مصر لم يكن ليتحمل المصريون تخصيص كل موارد الدولة للتعليم فقط.
وأشار الرئيس إلى أن المشاريع القومية الحالية يعمل بها عدد ضخم من الشباب الذين كانوا يعملون فى السابق ب70 جنيها فقط فى اليوم.
وطالب الرئيس المصريين تعلم جملة »بكام ومنين« ، مشيرا إلى أن تطبيق تجربة جديدة لها تكاليف باهظة.
وأكد الرئيس أهمية بناء الإنسان وليس فقط العقل المتعلم، موجها حديثه لوزير التعليم الدكتور الهلالى الشربينى ، المشارك فى الجلسة، قائلا: » بقول لوزير التربية والتعليم أنا مش عاوز فقط عقل متعلم أنا عاوز إنسان..أنا قعدت 3 ساعات فى مدرسة ابتدائى بإحدى الدول، وشاهدت تقنيات لتعليم سلوكيات الناس، وقاموا بوضع برنامج لطريق إعداد القادة واحترام الآخرين، ولكن الفصل كان يضم 20 طالبا فقط، وتساءل السيسي: لو طبقت ده فى مصر يبقى محتاج مليون فصل، ولكن أجيب منين وبكام؟..حتى لو قسمنا بناء المليون فصل على 4 مراحل الميزانية مش هتتحمل ذلك«.
ووجه الرئيس السيسى اللوم على بعض الإعلاميين ، مشيرا إلى أن بعض الأشخاص فى بعض البرامج يتحدثون بشكل منفصل عن الواقع وتزييف وعى الناس لحجم التحدى الحقيقى الذى تواجهه مصر، مشيرا إلى انه لم يتحدث احد عن النمو السكانى كأحد أهم التحديات التى تحول دون تحقيق فكرة تطبيق تعليم متميز فى مصر، قائلا: »خلوا بالكم الناس بتتكلم كتير وده كويس، لكن أنا مسئول إن الدولة دى ماتسقطش وتعيش وتتعلم وتوفر فرص عمل وإسكان».
وطالب الرئيس، المسئولين المشاركين فى ورشة العمل ، بعدم فصل التعليم عن باقى التحديات التى تواجهها مصر، مشيرا إلى أن هذه قضية التعليم قضية كبيرة جدا وتحتاج إلى حوار مجتمعى يضم كل المتخصصين، قائلا: «لن نستطيع حل المسألة بالمسار التقليدى أنا احتاج إلى أن يكون جمع 1+1 يساوى 3 او 5 وليس 2».
ووجه الرئيس حديثه للمصريين قائلا: «إذا حبيت نفسك هتنسى بلدك وإذا حبيت بلدك لازم تنسى نفسك».
وأضاف الرئيس أن مصر عايشت ثورتين وصلت خلالهم إلى مرحلة تردى كبيرة، مشيرا إلى انه عندما بدأ العمل بدأ فى كل المجالات، قائلا: «إحنا بادئين من تحت قوي».
وأكد الرئيس ان تحدى التعليم أكبر بكثير، مطالبا الحضور بان يضعوا أمامهم التحديات والظروف المحيطة بمصر ثم يقومون بطرح التوصيات والحلول القابلة للتنفيذ.
واختتم الرئيس مداخلته بالإشارة إلى الجهود الضخمة التى يبذلها المجلس الاستشارى للتعليم والبحث العلمى التابع لرئاسة الجمهورية منذ عام حتى تكون هناك نقطة انطلاق يتم التحرك منها، موضحا ان أحد إنجازات المجلس إطلاق بنك المعرفة المصرى الذى يمكن لأى مصرى الدخول إليه لتحصيل المعرفة.
وكانت ورشة العمل حول التعليم المدمج قد انطلقت فى اليوم الأول للؤتمر الوطنى الأول للشباب بمشاركة وزيرى التربية والتعليم والتعليم العالى والعالم الدكتور فاروق الباز وشباب من البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة.
وقد أجرى العالم الدكتور فاروق الباز مداخلة أعرب خلالها عن امله فى ان يرى كل شباب مصر فى مرحلة متقدمة من التعلم والتقدم التكنولوجى ، مشيرا إلى أنه جلس مع عدد من المسئولين فى عدد من الدول المتقدمة للتعرف على سر تقدمهم وكان إجماعهم على التركيز على تطوير التعليم.
وأكد العالم المصرى أن مصر لديها طاقة شبابية هائلة مستعدة لاستيعاب أى طاقة تعليمية متطورة.
وأضاف ان تحديد رؤية محددة لمصر خلال موعد محدد، فى إشارة إلى رؤية مصر 2030، يمثل خطوة عظيمة على طريق التقدم، مستشهدا بجملة وجهها الرئيس الأمريكى الأسبق جون كينيدى لمجموعة من الطلاب قائلا: » لا تسأل ما الذى ستقدمه لى بلادى بل اسأل ماذا أقدم لبلادي«.
كما أجرى وزير التعليم العالى الدكتور أشرف الشيحي، مداخلة خلال ورشة العمل ، قال خلالها إن التعليم المدمج له مميزات وعيوب، مشيرا إلى أن المميزات تتمثل فى زيادة طاقة الإبداع والتعامل مع التكنولوجيا الحديثة ، أما العيوب فتتمثل فى حالة التوحد المستمرة مع الأجهزة الإلكترونية مما يؤثر على قدرتهم على التواصل الاجتماعي.
اما الدكتور الهلالى الشربينى وزير التربية والتعليم ، فكشف خلال مداخلته عن ان اخر الاحصائيات أشارت إلى وجود فجوة كبيرة بين عدد الطلاب والفصول الدراسية ، مشيرا إلى أن الدولة تحتاج إلى التعليم المدمج ولكن التكلفة ستكون كبيرة.
من جانبها، استعرضت هبة الهوارى، أحد طلاب البرنامج الرئاسي، أهداف التعليم المدمج وتنمية روح العمل الجماعى بين الطلاب، كما تناولت أهمية التعليم المدمج كحل لتطوير التعليم المصري.
كما أجرت الطالبة فى البرنامج الرئاسى هاجر التونسى مداخلة أشارت خلالها إلى أن التعليم المدمج يجمع بين أفضل ما يقدمه التعليم التقليدى والتعلم عبر شبكة الإنترنت من خلال الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعى فى خلق أنشطة تعليمية تفاعلية وحوار مستمر.